متابعة / وكالات
نشرت صحيفة “ lefigaro” الفرنسية، مقالاً تحت عنوان “دعونا لا نضحي بالرباط من أجل الجزائر”، تحدّثت فيه عن ضرورة حفاظ فرنسا على علاقتها بالمغرب، وألّا تخاطر بـتفضيل “تحالفات المصلحة” على حساب مصداقيتها في المنطقة المغاربية.
وعبّرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية عن التدهور الحاصل في العلاقات الفرنسية-المغريية، منذ ما يزيد عن سنة ونصف، قائلة “لدى المغرب كل الأسباب ليشعر بالأسف، لأن باريس على عكس مدريد أو برلين أو حتى واشنطن، تميل إلى الإهمال الجاد للعلاقات الفرنسية المغربية لصالح “الصداقة” الجزائرية الفرنسية، التي تطرح عديد التساؤلات”.
وتقول “لوران كايار” كاتبة المقال، “إن المغرب يشعر بالإهمال والقليل من الدعم من قبل فرنسا، الشريك المتناقض بشكل مفرط”.
وأشارت إلى ما وصفته بـ “التقلبات التي شهدتها العلاقات بين فرنسا والمغرب مؤخراً”، خاصة فيما يتعلق بـمنح التأشيرات الفرنسية للمغاربة.
كما ذكرت “كايار” في معرض حديثها عن العلاقات بين البلدين أنه “لدى الرباط العديد من نقاط القوة التي يجب طرحها، والتي تدركها القوى الأخرى بشكل أكثر وضوحًا: استقرارها السياسي، وتنوع وديناميكية الاقتصاد حيث يلعب قطاع الخدمات دورًا رئيسيًا بالفعل، فضلاً عن الاعتراف الدبلوماسي الذي تتمتع به بالمملكة.”
وأشارت إلى أنه “بسبب رغبتها في المراهنة كثيرًا على الجزائر، تخاطر فرنسا اليوم بتفضيل تحالفات المصلحة على حساب مصداقيتها في المنطقة ”
إلى ذلك، تقول لوفيغارو أنه “من المهم ألا يغري إيمانويل ماكرون، في سباقه للمصالحة التذكارية وأمن الطاقة، بالتضحية بالرباط من أجل الجزائر.”
يأتي ذلك، كما تقول الصحيفة الفرنسية، في الوقت الذي ” استُثمرت فيه زيارة ماكرون الأخيرة للجزائر، إعلاميا بشكل مبالغ فيه من قبل وسائل الإعلام الفرنسية”، خصوصا وأن المقصد من هذه الزيارة قد كان “المصلحة” بعد أزمة الطاقة الناجمة عن القصور الحاصل في الترسانة النووية الفرنسية لخلق الطاقة والحرب في أوكرانيا، والرغبة في الحصول على الغاز.
وتقول لوران كايار، إن ” إحياء الحوار الفرنسي الجزائري يمكن أن يستجيب فقط لحالة طارئة، و هي شُح الغاز الذي وجدت فيه باريس نفسها” ، قبل أن تضيف“لكن ليس من المؤكد أن يكون هذا الحوار جزءًا من قضية أمنية واستراتيجية طويلة الأمد، على حد تعبيرها” .
من هذا المنطلق، تشير الصحيفة إلى المكانة التي يلعبها المغرب على حساب الجزائر في المعادلات الدولية وفي ميزان المصالح بين ” فرنسا” وشركائها ” الأفريقيين” .
وتطرق المقال، إلى العلاقات التي تجمع المغرب مع الدول الغربية واصفا المملكة بـ ” الحليف التاريخي للغرب” عكس الجزائر، مشيرا إلى ما وصفته الكاتبة بـ ” العلاقة الخاصة” بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من جهة والمملكة المغربية من جهة أخرى.
يأتي ذلك، كما تقول الصحيفة، في الوقت الذي تواصل فيه الجمهورية الجزائرية – منذ عقود- تعزيز العلاقات القائمة منذ فترة طويلة مع موسكو، حتى “أن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 10 مايو، قد سبقت بالفعل زيارة إيمانويل ماكرون مؤخرا إلى الجزائر العاصمة”.
ويقول تقرير لوفيغارو، أيضا إن للمغرب موقعا استراتيجيا مهما في ربط العلاقات الأورو- إفريقية بسبب موقعها الجغرافي وكذلك بسبب حسن علاقاتها مع كلا الدول في القارتين، مضيفة أن إسبانيا “من أولى الدول التي فهمت المكانة المهمة للمغرب استراتيجيا وسياسيا” .
وهذه “الجارة الشمالية” للمملكة، كانت قد بدأت “مرحلة جديدة” مع المغرب منذ اعترافها مؤخرا بـ سيادة المملكة المغربية على منطقة الصحراء ”.
تحدثت الصحيفة أيضاً عن العلاقات الألمانية المغربية التي تشهد تطورا إيجابيا ملحوظا، حيث أنه بينما كان إيمانويل ماكرون في الجزائر، استقبل المغرب في نفس الوقت يومي 27 و 28 غشت وزير الخارجية الألماني في الرباط.
ويشار إلى أنه، وفقا للصحيفة، في ديسمبر 2021 ، احتجت الرباط على القرار الفرنسي بخفض عدد التأشيرات الممنوحة لمواطني الجزائر وتونس والمغرب إلى النصف، والتي تُعامل بنفس الطريقة التي تعامل بها جارتها المغاربية الكبيرة.