متابعة
نشرت صحيفة “دي فيلت” الألمانية، تحقيقا مفصلا، يستند على تقارير استخباراتية سرية لمجموعة من الأجهزة، يدعم اتهامات المغرب لمحور إيران وحزب الله، بتورطهما في توفير دعم عسكري لجبهة البوليساريو الإرهابية، بمساعدة جزائرية.
ويعتمد التحقيق على مجموعة من التقارير الاستخباراتية، التي اطلعت عليها صحيفة “دي فيلت” من بينها تسجيلات لمكالمات هاتفية جمعت ممثلي جبهة البوليساريو بعملاء إيران بمنطقة الساحل.
وقدم التحقيق جبهة البوليساريو كمثال حي يجسد مخطط إيران لزعزعة الأمن بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مؤكدا أن هذه المليشيا الاشتراكية تتخذ من تندوف مقرا رئيسيا لعملياتها، معتبرا أنها حركة انفصالية، تحظى بدعم مباشر من الجزائر، مستعرضا في نفس السياق صراعها ضد المغرب وإعلانها استئناف الحرب ضده مؤخرا، مع تحكمها في ساكنة المخيمات التي قدرها في حوالي 150,000 مواطن.
كما أشار التحقيق إلى مسألة قطع المغرب لعلاقاته مع إيران سنة 2018، بسبب دعمها لجبهة البوليساريو، استنادا إلى تقارير مغربية تشير إلى تورط حزب الله في إرسال ممثلين عسكريين إلى الجبهة الانفصالية وتقديم أسلحة لها، مع تدريبهم على طرق الحرب الحضرية، حيث أورد التحقيق تصريح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الذي اتهم إيران بتزويد ميليشيا البوليساريو بصواريخ أرض-جو وطائرات انتحارية بدون طيار، وتأسيس معسكرات في الجزائر لتدريب مقاتلي هذه المنظمة الإرهابية.
وأكد تحقيق صحيفة “دي فيلت” الألمانية، أنه رغم نفي قادة البوليساريو وحزب الله لهذه الاتهامات، أعلن المغرب أن لديه تقارير وأدلة مفصلة وصورا بواسطة الأقمار الصناعية توثق اجتماعات ممثلي حزب الله وجبهة البوليساريو في الجزائر.
وبحسب ذات المجلة، فقد ظهرت تقارير جديدة من وكالات الاستخبارات، اطلعت عليها، تؤيد اتهامات المغرب، مؤكدة أنها تمتلك تسجيلات لمحادثات هاتفية بين ممثلي البوليساريو بعميل على اتصال بحزب الله اللبناني، يتواجد في منطقة ساحل العاج. كما أوردت نفس التقارير أن الجبهة تتوفر على ممثل لها في سوريا والشرق الأوسط يدعى مصطفى محمد لمين الكتاب.
هذا ونشرت الصحيفة فحوى إحدى التسجيلات الهاتفية التي توثق محادثة مؤرخة في 23 أكتوبر الماضي، أي بعد حوالي أسبوعين على هجوم حماس الذي أودى بحياة 1400 شخص في إسرائيل، حيث قال ممثل الجبهة إن المعركة ستندلع إضافة إلى محيط إسرائيل بلبنان وسوريا واليمن، ومنطقة الشرق الأوسط، في الصحراء المغربية كذلك، الأمر الذي يعزز فرضية تورط جبهة البوليساريو في التفجيرات الإرهابية التي هزت مدينة السمارة مؤخرا وخلفت قتيلا وعددا من الجرحى في صفوف المدنيين.
وكشفت نفس الصحيفة، أنه خلال نفس المحادثة، ناقش العميل المزعوم لحزب الله ومبعوث البوليساريو إمكانية شن هجمات مشتركة ضد إسرائيل مع حماس وحزب الله والجزائر وإيران، حيث عبر لمين الكتاب عن دعم جبهة البوليساريو، مؤكدا أن مواردها ليست كافية لشن هجوم على مكتب الاتصال الإسرائيلي في العاصمة الرباط بالمغرب، داعيا إلى توفير مزيد من الدعم من حزب الله وإيران.
هذا وسبق لصحيفة دي فيلت في بداية العام الجاري، أن نشرت تقريرا حول وجود شبكة تدعى “حوالة” تنشط في إسبانيا ومخيمات تندوف في الجزائر، وتحافظ على اتصالات وثيقة مع البوليساريو وإيران ولبنان وحزب الله، تعتمد على أسلوب قديم لتحويل الأموال دون اللجوء إلى البنوك القانونية، يتم بموجبه توفير سيولة مادية وأحيانا عينية عن طريق مقايضة أشياء ثمينة كالذهب، لفائدة الجبهة الانفصالية دون ترك أي دليل أو أثر مادي لتتبع تدفقاتها النقدية.
من جهة أخرى كشف التحقيق عن تزايد نفوذ إيران في منطقة الساحل، تحت غطاء جزائري، سيما بعد توقيع دول عربية على اتفاقيات للسلام مع إسرائيل والتي شملت المغرب، مشيرا إلى كون الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، جعل جبهة البوليساريو أداة مثالية لخدمة مخططات إيران لزعزعة استقرار المنطقة، ما يفسر دوافع الهجمات الأخيرة التي شهدتها مدينة السمارة، في منطقة غير عسكرية تعج بالمدنيين.