أجرت القناة الإذاعية ‘أوروبا 1‘ حوارا مع سفيرة المغرب في فرنسا سميرة سيطايل، بث على القناة الإخبارية الفرنسية ذائعة الصيت ‘سي نيوز‘ صبيحة اليوم الجمعة، وعادت فيه السفيرة المغربية إلى المنعطف الحاسم المتمثل في دعم فرنسا لمخطط الحكم الذاتي وطبيعة الصراع في الصحراء وجذوره التاريخية، وطبيعة العلاقات بين المغرب واسرائيل، والعلاقات بين المغرب وفرنسا ومشاكل الهجرة والإرهاب في المنطقة.
وقال سميرة سيطايل “يجب التذكير بأن الصحراء وقبل أن تستعمرها اسبانيا لمدة 91 سنة وقبل أن تغادرها في العام 1975، هذه الأرض كانت مغربية وتشكل جزءا من المملكة الشريفة وهو ما تؤكده الكتابات التاريخية التي وثقت للعلاقات القديمة جدا بين قبائل المنطقة والسلطان المغربي.”
واضافت سفيرة المغرب في باريس: إن “ميليشيا مسلحة أنشأها الدكتاتور الليبي معمر القذافي سنة 1973 في ظرفية تاريخية اتسمت بالحرب الباردة حيث كانت الموضة آنذاك هي محاربة أي نظام ملكي يوجد في المنطقة. بعد القذافي ستأخذ الجزائر المبادرة في مساندة الطرف الانفصالي ابتداء من العام 1975 من أجل تمويل وتسليح هذه الميليشيا تماما كما يفعل أي محرك للكراكيز، والدفع بها في كل الاتجاهات لضرب مصالح المغرب.”
وقالت سيطايل إن “مخطط الحكم الذاتي سيمنح لسكان الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا، ولسكان الصحراء الحق في اختيار ممثليهم أي أنها تمنح لهم حرية القرار على أراضيهم في إطار الجهوية الموسعة التي تضم 12 جهة مغربية، وهو الواقع على الأرض الآن حيث يمارس هؤلاء السكان هذا الحق منذ زمن بعيد”.
مؤكدة، أن “سكان هذه الجهة سيتمكون من ممارسة حريتهم في اتخاد القرارات في كل ما يتعلق بالقضايا الداخلية وهنا مكمن القوة في مخطط الحكم الذاتي . يجب التذكير هنا أن القرارات ال23 الأخيرة للأمم المتحدة، اعتبرت كلها أن مخطط الحكم الذاتي في الصحراء ذو مصداقية وجدي لإيجاد حل نهائي لهذا الملف.”
وزادت بالقول، إنه” لسنوات عديدة جربنا فرضية الحل من خلال الاستفتاء، لكننا كل الأطراف لم تتوصل إلى اتفاق حول آلية تنفيذ هذا الاستفتاء بالنظر للخلافات الجوهرية حول طبيعة الكتلة الانتخابية. خصوم المغرب أقحموا عناصر من أصول عرقية وجنسيات مختلفة لا علاقة لها البتة بقبائل الصحراء، وهو ما قوض أية فرصة لتحديد هوية من يستحق المشاركة في هذا الاستفتاء. يجب التذكير هنا ايضا أن الأمم المتحدة توصلت بدورها إلى هذه القناعة من خلال المبعوث الشخصي لأمينها العام، فان فالستروم، الذي توصل إلى نفس الخلاصىة العام 2008 وأكد استحالة إجراء الاستفتاء.”
وعن سؤال للصحافي حول ردة فعل الجزائر وسحب السفير مباشرة بعد اعلان فرنسا عن موقفها من مغربية الصحراء، قالت سميرة سيطايل : دعني أجيبك بسؤال. لماذا لم تسحب الجزائر سفيرها من واشنطن بعد إعلان أمريكا دعمها المطلق لسيادة المغرب على صحراءه ؟ .. سأكتفي بهذا السؤال”.
مضيفة: “يجب التوضيح أن اعتراف أمريكا واسرائيل بسيادة المغرب على صحرائه لا علاقة له باتفاقيات ابراهام إطلاقا. المغرب فتح قنوات الاتصال بالدولة العبرية منذ عقود، ثم جمدها بعد الانتفاضة، والأن عادت من جديد بعد تغير المعطيات الدولية. يجب أن تعلم أن للمغرب علاقة خاصة بدولة اسرائيل، فأزيد من عشر سكان اسرائيل هم من أصول مغربية وعليه فالرابط الذي يجمعنا هو رابط إنساني وهوياتي ولا نستمده من اتفاق أبرم بين دولتين.”