تلاميذ يتركون التحصيل الدراسي من أجل الهجرة الجماعية

عبد اللطيف بركة

في الوقت الذي افتتحت المؤسسات التعليمية أبوابها لاستقبال التلاميذ في بداية الموسم الحالي من اجل التحصيل الدراسي ، فضل البعض من هؤلاء حمل حقائبهم وإفراغها من الكتب وحمل ” الزاد ” من الأكل والشرب و الهروب صوب مدينة الفنيدق من اجل الهجرة إلى الضفة الأخرى، وكشفت فيديوهات على التواصل الاجتماعي ،حالات من الآباء والأمهات توجهوا إلى الشمال من اجل البحث عن أبناءهم وبناتهم، في سابقة خطيرة تقع للأسر المغربية، لتلامذة فضلوا ترك مدارسهم من اجل ركوب الامواج، متأثرين بما تم الترويج له من دعوات مجهولة للهجرة الجماعية نحو سبتة المحتلة .

ومن المعلوم ان الهجرة غير الشرعية، لم تكن وليدة اليوم ، بل لها تاريخ ، لكن فيما مضى لم تكن بهذه الكثافة او الحدة او بفئات عمرية من الأطفال .

فالموقع الاستراتيجي للمغرب بحكم انه يمثل نقطة عبور بين أوربا ودول مغاربية شمالا، وبين أوربا وباقي دول إفريقيا من ناحية جنوبه. شكل عبر السنين هجرات خصوصا من بلدان جنوب الصحراء يمثل المغرب لهم محطة التوقف الأخيرة للمهاجرين استعداداً للانتقال إلى الضفة الأخرى أملا في تحسين أوضاعهم المعيشية والارتقاء بمكانتهم الاجتماعية، وبحثا عن الحياة الكريمة.

واثارت الهجرة السرية اهتمام بالغ كان المغرب من ضمن الدول التي احتضنت العديد من الاجتماعات والمؤتمرات بل شكلت الهجرة هاجس امني لكل دول أفريقيا وأوروبا من اجل الحد من تناميها، وأصبح المغرب يمثل الحاجز الاصعب نحو الانتقال إلى أوروبا، وهذا يكلفه الكثير من الجهد والأموال من اجل حماية أوروبا من المهاجرين السريين، ولعل حجم احباط محاولات للهجرة عبر السواحل اكبر دليل على ان المغرب اليوم يحتاج دعما كبيرا من شركاءه الأوروبيين .

اما بخصوص هجرة القاصرين إلى أوروبا ، في تحتاج دراسة عميقة من مختصين كما تحتاج وضع سياسات مستقبلية لإيجاد حلول لها، لان السنوات الأخيرة مع التواصل الاجتماعي، اصبح التأثير على هذه الفئة اسهل واخطر، فهناك العشرات من القاصرين المغاربة باسبانيا، وحتى في حالة عودتهم سيكون محطمين نفسيا ويحتجون لمراكز وحصص رعاية.

لكن في واقعة الفنيدق فإن بعض الأسر لم تكن تعي بتواجدها هناك من اجل ” الحريك ” قد أعطت انطلاقة لأسر اخرى ان تحدو حدوها، مما يشكل اندحارا اسريا خطير على المجتمع، في الاول والأخير من تطأ قدماه اوربا لن يجد ذهبا وفضة، بل ان حتى سكان أوروبا بدأوا يتوافدون للعيش بالمغرب لكن عبر الطائرات وبوابة المطارات .
أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *