حقائق24- و م ع
حظيت حكمة ورزانة وواقعية المغرب في تدبيره لملف الصحراء بتنويه خاص، خلال الدورة الأخيرة للجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، من قبل بلدان عربية وإفريقية، أعربت أيضا عن تقديرها للتبصر والعقلانية التي ما فتئت المملكة تتحلى بهما لتحقيق تنمية وازدهار سكان المنطقة.
وقد حرص ممثلو العديد من البلدان الإفريقية الشقيقة والصديقة، ومن العالم العربي، على الإشادة، خلال هذه الدورة، بالجهود التي يبذلها المغرب في إطار من الجدية والهدوء الذي يميز بلدا واثقا من شرعية قضيته التاريخية، ومن وحدته الترابية غير قابلة للتصرف.
وفي هذا الصدد، ذكر السفير الممثل الدائم للغابون بالأمم المتحدة بالوضع الأمني الذي يسود منطقة الساحل والصحراء، والتي “تعرف العديد من التحديات”، مؤكدا أنه ينبغي تأطير الوضع بالصحراء “بكثير من الحكمة والدقة، لمنع انتقال عدوى هذه التحديات الأمنية، بما في ذلك الإرهاب”.
وأكد الدبلوماسي الغابوني، في هذا السياق، أن بلاده “تنوه وتشجع المبادرة المغربية للحكم الذاتي”، التي تفتح آفاقا “ذات مصداقية ومطمئنة ليس فقط من أجل وضع حد للمأزق الحالي، وإنما أيضا للتوصل إلى اتفاق نهائي “.
من جانبها، أكدت نائبة السفير الممثل الدائم لبوركينافاسو بالأمم المتحدة، أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي بجهة الصحراء تمثل “بديلا واقعيا وذا مصداقية من أجل تسوية هذا النزاع”.
وقالت إنه لن يتم إيجاد مخرج من المأزق الذي يوجد فيه نزاع الصحراء المغربية، إذا لم تتحل الأطراف المعنية “بروح الواقعية والتوافق”.
وحظيت الطبيعة الواقعية لمخطط الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب لتسوية نهائية لنزاع الصحراء، أيضا بإشادة السفير الممثل الدائم لبوروندي بالأمم المتحدة، الذي وصفه بالخيار “الواقعي والقابل للحياة”، الذي من شأنه منح فرصة أفضل للتوصل إلى تسوية سياسية متوازنة ومقبولة من جميع أطراف النزاع.
وهو الرأي الذي شاطرته نائبة الممثل الدائم لجمهورية إفريقيا الوسطى لدى الأمم المتحدة، التي تعتبر أن “خصوصية هذه القضية تستدعي ردا خاصا، يندرج في إطار المبادرة المغربية للحكم الذاتي”.
من جهتها، أشادت ممثلة المملكة العربية السعودية بالمبادرة المغربية بوصفها ” خيارا بناء” من شأنه التوصل إلى حل سياسي مقبول من كافة الأطراف، والذي يشكل شرطا أساسيا لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الساحل والصحراء.
بدورها، دعت ممثلة الأردن كافة الأطراف إلى الانخراط في مفاوضات “جدية وبحسن نية على أساس مخطط الحكم الذاتي” لإيجاد حل سياسي دائم، يأخذ بعين الاعتبار أيضا انتظارات ساكنة المنطقة.
وأمام واقعية وروح المبادرة التي نهجها المغرب، أبدت مجموعة الانفصاليين وراعيتهم بالجزائر تعنتا كبيرا من خلال الاستمرار، منذ أزيد من أربعين سنة، في محاولاتهم الرامية إلى رهن أي إمكانية لحل هذا النزاع، على حساب السكان المحتجزين في مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر.