حوارات

عبد الله بنحسي ل “حقائق” يجب محاكمة من يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية

حقائق24 — مجلة حقائق مغربية
في هذا الحوار الذي أجرته مجلة حقائق مغربية مع  الناشط السياسي الأمازيغي عبد الله بنحسي وصف مشروع قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل بالهذيان الصبياني، مؤكدا في الآن ذاته أن مآل هذا المشروع لن يكون سوى أرشيف البرلمان على اعتبار أن القصر لا يزال يمسك بالملفات و القضايا الكبرى مثل العلاقات الخارجية، غير أنه أضاف أن أي إقرار لهذا المشروع سيحول المغرب لا محالة إلى جزيرة معزولة عن العالم الخارجي. بنحسي أيضا شن هجوما عنيفا على من يعتبرون القضية الفلسطينية قضية وطنية، مذكرا إياهم بما أسماه اعتراف الفلسطينيين بالبوليساريو ومساهمتهم في تعذيب المحتجزين بتيندوف.

سبق وان تقدم فريق حزب الأصالة والمعاصرة بالبرلمان بمقترح قانون يتعلق بتجريم التطبيع مع إسرائيل، بداية كيف تنظرون إلى هذه الخطوة غير المسبوقة؟

بداية لا بد من التذكير أن مقترح القانون هذا كانت وراءه جمعية غير قانونية سماها مؤسسوها “المرصد المغربي لمناهضة التطبيع “، والذي رفضت الدولة المغربية منحه الوصل القانوني لأن أهدافه و المبادئ التي أسس وفقها تحيل على الكراهية و العنصرية و التمييز.
لكن المشكلة الكبرى هي عندما تبنت هذا المقترح الغريب أحزاب سياسية لها مثقفوها و نخبها المتعلمة التي للأسف الشديد انساقت وراء هذا المشروع الغريب ضدا على مصالح المغرب و تحالفاته الإستراتيجية .

كيف تعلقون على الرأي القائل بأن المقتضيات التي أتى بها هذا القانون تتعارض كليا مع المواثيق والمعاهدات الدولية التي صادق عليها  المغرب بشأن حقوق الإنسان، لا سيما حرية التنقل والرأي والتبادل التجاري؟

هذا أكيد، المغرب ملزم بالاحتكام إلى القوانين و الأعراف الدولية التي تحدد العلاقات بين هذه الدول، و بهذا المقترح الذي لا قدر الله وتم إقراره كقانون سيتحول المغرب إلى كيتو كبير أو جزيرة معزولة في العالم في  عصر التقارب و التلاقي و التواصل  بامتياز.

تمت صياغة هذا المقترح بلغة قريبة من اللهجة التي تستعمل في تدبيج بيانات إعلان الحرب، كما تضمنت نعوتا لإسرائيل بالإرهاب واتهامات خطيرة للولايات المتحدة الأمريكية، ومادام هذا المقترح تم تبنيه من قبل أحزاب العدالة والتنمية والاستقلال والاتحاد الاشتراكي إضافة إلى الأصالة والمعاصرة فالواضح أنه سيجد طريقه نحو المصادقة، كيف تستشرفون مستقبل العلاقة بين المغرب وأمريكا وإسرائيل لو تم المصادقة على هذا المقترح من طرف مؤسسة رسمية ودستورية بالمغرب؟

أولا بالنسبة للغة المقترح الغريب هي أسلوب عادي و معتاد استعماله من طرف تجار القضية الفلسطينية في المغرب. و المغاربة آلفو هذا النوع من اللغة الحماسية التي لم تعد تهيج أحدا .
أما بالنسبة للمصادقة على هذا المشروع فشخصيا أعتقد بأنه رغم تبنيه من طرف  هذه الأحزاب  فإن مآله هو أرشيف البرلمان لا اقل و لا أكثر،  لأن في المغرب  نخبا مثقفة  و هيئات مدنية لا يمكن لها أن تقف متفرجة على هدا الهذيان  الصبياني  الذي  لا علاقة له بتاتا بالقانون، لعدة اعتبارات أهمها أن المغرب سيخسر الكثير الكثير في علاقته مع الدول الغربية وحتى موقعه الذي تحرص الدوائر الرسمية العليا على تقديمه بالاستثناء المغربي كلما تم الحديث عن التعدد التفافي للمجتمع المغربي و تسامحه مع باقي الأديان و الأعراق.

هناك من يرى أن موضوع هذا القرار يدخل أصلا في نطاق العلاقات الخارجية للمغرب والتي هي اختصاص سيادي تختص به المؤسسة الملكية، وبالتالي فهو مقترح يتعارض مع الدستور، ما تعليقكم؟

هذا الشئ مؤكد، ودعني أؤكد لك بأن من محاسن هذا البلد الذي نعيش فيه أن القصر لا يزال يمسك بالملفات و القضايا الكبرى ولم يضعها رهينة التجاذبات السياسية الضيقة.

تضمن المقترح اتهامات مبطنة للحركة الأمازيغية بالعمالة والاختراق من قبل إسرائيل، ما رأيكم؟

الاتهامات الرخيصة للحركة الأمازيغية التي يتم كيلها لها من طرف العنصريين و الإقصائيين الواقفين وراء هذه المبادرة الصبيانية مجانية و ألفناها بمناسبة أو بدونها، و هذه التهمة يكفي لدحضها ما تقدمه مراكز الإحصاء الرسمي الإسرائيلي عن المغاربة و الشركات التي لها علاقات تجارية و مصالح اقتصادية مع الدولة العبرية  التي في معظمها عائلات فاسية معروفة.

من بين ما ورد في المقترح تجديده التأكيد على مقولة ” قضية فلسطين قضية وطنية “، هل هي فعلا كذلك؟

أعتقد شخصيا انه يجب محاكمة من وراء هذا الشعار / البدعة التي استعمل كثيرا لإلهاء المغاربة عن قضاياهم الأساسية وواقعهم المعاش اليومي ، و أقدم أمثلة صغيرة كقضية الصحراء و البطالة في صفوف العاطلين الشباب و مشاكل الديمقراطية و الرشوة و غيرها من الآفات الخطيرة التي تهدد النسيج المجتمعي المغربي و تهدد استقراره كل يوم، أما القضية الفلسطينية فلها أناسها ولم يسبق لهم أن قابلو هذا الكرم و العطف المغربي وهذا الحب من طرف واحد إلا بالصفعات عند اعترافهم بمرتزقة البوليساريو و مشاركة فصائل منظمة التحرير في تعذيب معتقلين مغاربة بتندوف و استقبال عرفات  لرئيس البوليساريو  و تهريب نشطاء حماس للعملة الصعبة من المغرب و غيرها، فهل هؤلاء مستعدون لاعتبار قضايا  المغرب قضاياهم الوطنية أسوة بنا ؟؟؟

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى