حوارات

لبنى أبيضار لـــ”حقائق مغربية”: أنا عاهرة و المجتمع المغربي منافق

o-LOUBNA-ABIDAR-facebook

حقائق24— مجلة حقائق مغربية

الصورة التي رسمها أغلب المغاربة عن الممثلة المغربية لبنى أبيضار تتلخص في كونها مجرد عاهرة. أبيضار في حديثها للمجلة تقر بأنها عاهرة. لكن عن أي عهر نتحدث؟ تستدرك أبيضار، لتؤكد أن أبشع أنواع العهر هو ذاك العهر السياسي والفكري. أما العهر بمنطق المجتمع المغربي الذي وصفته بالمنافق فلا يزعجها.
في الحوار التالي، سنكتشف وجها آخر لهذه الممثلة المثيرة للجدل، سنقف فيه عند موقفها من الإسلام الراديكالي وأيضا وصفتها للتغيير المنشود في المجتمعات الإسلامية.

 

تحقيق الهوية
لبنى أبيضار، أمازيغية سوسية الأصل. ولدت سنة 1988 بمدينة مراكش وبها ترعرعت في حي القصبة بالمدينة القديمة وأتممت مشوارها الحياتي والدراسي إلى أن توجهت صوب فرنسا قصد تمثين رصيدها الأكاديمي في المسرح والرقص التعبيري، حيث اشتغلت في البداية أستاذة للرقص الشرقي.
تعرف عليها المغاربة بشكل أكبر حين جسدت دور البطولة في فيلم “الزين لي فيك” للمخرج نبيل عيوش الذي جر عليها حملة شرسة من طرف القوى المحافظة في المغرب بلغت حد التهديد بالتصفية الجسدية. علاقتها بالتمثيل لم تكن فقط تجسيد دور بائعة الجنس نهى في فيلم عيوش، بل سبقتها تجربة أخرى في فيلم “الحمالة” للمخرج المغربي سعيد الناصري الذي اتهمته بالتحرش الجنسي بها. المسار الفني لأبيضار توج بفوزها بجائزة أفضل دور نسائي بمهرجان “أنكَوليم” السينمائي بفرنسا، كما فازت أيضا بـ«البايار الذهي» في المهرجان الدولي للفيلم الفرنكوفوني في مدينة نامور البلجيكية.
لنبدأ من آخر مستجدات الفنانة لبنى أبيضار، تشتغلين على كتاب يبدو أنه سيرة ذاتية تحت عنوان “الخطيرة” بتعاون مع إحدى الصحفيات الفرنسيات. وحسب ما تسرب إلى الصحافة أن الكتاب سيركز خصوصا على فضح مظاهر النفاق الاجتماعي لدى المغاربة. ماذا عن هذا الكتاب أولا؟ وكيف تنظرين شخصيا إلى ظاهرة الفُصَام التي تعيشها الشخصية المغربية؟

كتابي عبارة عن قصة حقيقية لفتاة مغربية فقيرة أصبحت نجمة عالمية. بالإضافة إلى أنه يعبر عن وجهة نظري في المجتمع المغربي والإسلامي، حيث ضمنته رسائل وخطابا للمرأة المعاصرة وخطابا لتجار الدين، كما تناولت فيه كذلك كواليس الحرب التي شنها البعض ضدي وضد الحرية ومفاجآت عديدة.
فمجتمعنا دائماً منافق منذ القدم، وما جعل بعض الشباب المغربي يكتشف هذه الحقيقة هو الانفتاح على ثقافات أخرى والإبحار في عالم الأنترنت.

في نفس السياق، وحسب ما تسرب للصحافة دائما، كتبت في هذا الكتاب عبارة اعتبرها البعض صادمة. ما هي الرسالة التي يخفيها قولك بالحرف : « Je vous l’annonce solennellement, droit dans les yeux : je suis une pute ».

من المعروف في مجتمعنا أن المرأة المتحررة تلقب دائما بالعاهرة، والمرأة المدخنة عاهرة، والمرأة القوية والشجاعة عاهرة. بخلاصة فالمرأة التي تطالب بحقها دوما في مجتمعنا تنعت بالعاهرة. هذا إذن ما يجعل كلمة عاهرة لا تزعجني، فما ما يزعجني حقا هو العهر الفكري والسياسي.

في ميدان الكتابة دائما، سبق لك في تصريحات أدليت بها للصحافة أن كشفت عن عزمك تأليف كتاب عن الإسلام الراديكالي. هل الأمر يتعلق بنفس الكتاب؟ وكيف ترى أبيضار واقع الحركات الإسلامية بالمغرب وتأثيرها على الهوية المغربية؟

سيكون لي كتاب ثان عن الإسلام الراديكالي، وسأدلي برأيي وبتفاصيل أكثر عندما أنتهي من تحضيره.

بعيدا عن الصورة النمطية التي رسختها عنها الصحافة بعد فيلم “الزين لي فيك”، شاهد المغاربة وجها آخر للبنى أبيضار حين انتقدت التعامل الفلكوري للمغرب مع قضية الصحراء حين صرحت بأنه “ماشي بالبندير والتعارج غادي نحررو الصحراء”. كمواطنة مغربية، ما هي مؤاخذاتك على طريقة تدبير هذا الملف؟
لا يمكن للمجتمع  أن يتقدم في مجال تدبير الدولة وفي تدبير الشأن السياسي دون وجود مجتمع مدني قوي لديه تأثير واضح على السياسات العامة للدولة. وكما هو معروف ليس المجتمع المدني وحده من يؤثر، ولكن ما يهمنا بالدرجة الأولى هو هذا المجتمع المدني. ولكي يصبح مؤثرا ينبغي التنبه لمجموعة من الأمور أهمها:
أولا: يجب أن يكون المجتمع واعيا سياسيا لكي يستطيع التفاعل إيجابيا مع المتغيرات السياسية.
ثانيا: لا يمكن أن يكون هناك وعي سياسي في ظل وجود أمية سياسية.
ثالثا: لا يتضح تأثير المجتمع المدني إلا من خلال طبيعة ثقافتهم السياسية بحيث يجب أن تكون الثقافة المهيمنة هي ثقافة المشاركة. فتجد المجتمعات التي تمتلك ثقافة المشاركة تتمتع بمجتمع مدني قوي و مؤثر.
كل هذا يحيلنا على أنه ما دامت هناك أمية سياسية في المجتمع الإسلامي فلن يستطيع المضي قدما على درب الدول الديمقراطية وبالتالي سيظل يتخبط في (حلم التغير).

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى