حوارات

رئيسة حزب “الأمل” الموريتاني ل”حقائق 24″ لا بديل عن رأب الصدع المغاربي

لقد أعادت قمة العرب السابعة والعشرين – التي أسدل الستار عنها بالعاصمة الموريتانية نواكشوط – سؤال العلاقات المغربية الموريتانية إلى الواجهة. خصوصا بعد ما تم تسجيله من تنامي خطاب التجريح والشتم والكراهية المتبادل بين العوام من كلا البلدين على صدر مواقع التواصل الاجتماعي. لكن الغريب هو انجرار بعض المثقفين، أو من يفترض أنهم كذلك، وراء هذا هذا التيار الشعبوي وتغذيته. خصوصاً بعد تعمد بلدية نواكشوط تعليق لافتة بترت من خلالها خريطة المغرب.
عقلاء كثر من البلدين نبهوا إلى خطورة الانجرار وراء هذه الخطابات الشعبوية القاتلة، داعين إلى التعامل بالحكمة والرزانة والتعقل مع ما يفرضه مستقبل العلاقات بين البلدين. حقائق 24 اتصلت بالسيدة تحي بنت الحبيب، رئيسة حزب “الأمل” الموريتاني، وإحدى القيادات السياسية الفاعلة والمؤثرة في المشهد السياسي الموريتاني، وأجرت معها حوارا ينضح بالكثير من الإشارات القوية.

أجرى الحوار عبد الله الفرياضي 

– طبع الجفاء العلاقات بين المغرب وموريتانيا لما يزيد عن الخمس سنوات، كيف تنظرون إلى مستقبل هذه العلاقات على ضوء قمة نواكشوط العربية؟

في الحقيقة ان المواطن الموريتاني العادي لا يشعر بهذا الجفاء، فحركة التبادل بين البلدين مستمرة وتتطور باستمرار  والشعبين الشقيقين متعاونين ويرتبطان بأواصر الأخوة والتضامن،  والعلاقات البينية تتحسن شيئا فشيئا. وعادة فالخلافات التي تجري بين الحكومات يكون انعكاسها شكليا علي المواطن العادي.
ثم إنه من المعروف أن أصول الرئيس الموريتاني السيد محمد ولد عبد العزيز القريبة تنحدر من جنوب المغرب وكذلك الرئيسية . ومن غير المعقول في هذه الحالة أن يحصل جفاء، وإن حصل بعض منه فلن يكون عميقا وهناك آليات  كثيرة للتغلب عليه وديا.                         
أما وقد انتهت القمة بقرارات تدعو إلى رأب الصدع وحل الخلافات العربية الداخلية، فمن المؤكد أن تصفية أجواء الجارتين الشقيقين موريتانيا والمغرب ستكون في أولوية هذه التوصية، وذلك ما يدعو إليه ويرغب فيه مواطنوا البلدين.

 – قضية الصحراء تعتبر دوما سبب توتر هذه العلاقات، هل تعتقدون أن ثمة إمكانية لبناء علاقات إيجابية دون إثارة هذا المشكل؟

من المعروف أن موريتانيا واجهت في بداية استقلالها عدم اعتراف من المغرب بهذا الاستقلال. لكن هذا الأمر طوي تماما في عهد الملك الحسن الثاني رحمة الله عليه. خصوصا بعد زيارته إلى انواذيبو  وتقاسم  موريتانيا للصحراء  مع المغرب في زمن  فرانكو. لكن موريتانيا لظروفها الخاصة، وبعد أن اطاح العسكر بنظام الرئيس ولد داداه، قرر العسكريون الخروج من هذا النزاع والتزام الحياد التام. وهو الأمر الذي يعلن النظام الحالي أنه متمسك به. وبالتالي فلم يطرأ جديد في هذا الملف يعكر صفو العلاقات الثنائية
و لا تنبغي إثارته الآن من طرف القوى السياسية والمدنية المسؤولة في البلدين.

– ما هي قراءتكم لدعوة محمد ولد مولود رئيس حزب اتحاد قوى التقدم الزعماء العرب لادراج قضية الصحراء ضمن أجندة قمة انواكشوط وهو المعروف بدعمه لأطروحة الاستقلال التي تدافع عنها البوليساريو؟ 

القمة العربية لم يصدر في توصياتها أي موضوع يتعلق بقضية الصحراء كما طلب رئيس اتحاد قوي التقدم. ونحن كقادة سياسيين نسعى من وجهة نظرنا أن نعمل على وحدة واندماج الدول العربية بشكل عام وإزالة كل العراقيل، وخصوصًا بين الدول المغاربية.

– هل أنتم متفائلون بشأن المخرجات المرتقبة لهذه القمة، إذا ما علمنا أن المغرب قد اعتذر عن استضافتها سابقا بدعوى أنها غير ذات جدوى وأنها فرصة لاجترار نفس الخطابات الفارغة وفق بلاغ صادر عن وزارة الخارجية المغربية؟

توصيات القمة التي صدرت اتجهت في غالبها العام إلى مواجهة القضايا المطروحة على الأمن القومي العربي. وتوصلت إلى ما أمكن التوصل إليه من إجماع حول القضايا الكبري: (فلسطين – الخلافات… إلى جانب الخطر الإيراني ومكافحة الإرهاب)، وهي أمور مفيدة في عمومها. خصوصا أن القمة كانت مهددة بعدم الانعقاد لولا المبادرة الموريتانية التي شرعت في التحضير في زمن قياسي تمكنت فيه من وقف التشرذم العربي وأظهرت أن العرب حتى وهم مختلفون يمكن أن يلتقوا حول القضايا الكبري المطروحة عليهم.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى