الداخلية تمنع منحا سنوية عن جمعيات و فعاليات ينددون بالقرار

harhora

حقائق24- أشرف كانسي

قرار مفاجئ ومجحف في حق مجموعة من الجمعيات الوطنية، والذي أصدرته الوزارة الداخلية لمنع المنحة التي تستمدها هذه الجمعيات من وزراة الشبيبة والرياضة بعد شراكة قانونية مع هذه الأخيرة. من بين هذه الجمعيات:

– الجمعية المغربية لتربية الشبيبة – جمعية كشاف المغرب – جمعية الرسالة للتربية والتخييم – جمعية التربية والتنمية

أي قرار هذا الذي يقصي هذه الجمعيات التي أبانت عن حنكتها وعملها المضني لخدمة الصالح العام..! بين ليلة وضحاها تستفيق الوزارة الداخلية من سباتها العميق، ثم تقذف بقراراتها العجاف، وتمطر بها على جمعيات لهن كل الحق الذي سطرته المسطرة القانونية بخصوص الاستفادة من المنحة التي تمنحها وزارة الشبيبة والرياضة..

تعتبر هذه المنحة دعما خاصا لهذه الجمعيات، فبها تدور عجلة الأنشطة الهادفة، لتكوين الشباب لانخراطه الفعال في منظومة المجتمع لما فيه خدمة للصالح العام ، وتنظيم دورات ولقاءات تثقيفية ترقى بالفكر وتسمو به… إذا تم توقيف هذه المنحة سيهوي ذلك العمل التطوعي الجاد في حفرة الركود والجمود دون شك، وبالتالي سيطغى هذا التأثير كذلك على فروع هذه الجمعيات المركزية، أو إذا صح التعبير ذلك الشريان النابض المعطاء.. غفلت الوزارة الداخلية أن ما تقوم به هذه الجمعيات من خدمات، وتنمية متواصلة يرافقها صدق العمل الجاد الهادف، ماهو إلا من تخصصات الوزارة نفسها، وخدمات تخلت عنها لترميها على عاتق هذه الجمعيات المختضب حقها.. صدق الله العظيم إذ يقول: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)! هكذا يتم شكر هذه الجمعيات التي ضحت، وتعبت، وتكبدت مسيرة طريق ممتلئ بالأشواك الدامية، تعتريها جبال مصاعب وعرة شاقة.. بئس التكريم الظالم الذي تلفظت به وزارتنا الداخلية في حق هذه الجمعيات التي سارت وما تزال تسير في درب النضال دون تردد… وبئس ذلك الصمت الرهيب الذي لجم ألسن مسؤولي الشؤون النسوي، وقسم أنشطة وحماية الطفولة، ومصلحة المخيمات وقسم الشباب، ومصلحة الجمعيات غير المؤازرة وغير المسؤولة..! لم هذا الصمت الرهيب الذي يخر الجبال هذا؟ والذي يضرب بعرض الحائط ذلك العمل الجاد، والصيت الوطني والرصيد التاريخي والتجربة الفذة الشامخة التي لطالما تبصم بها هذه الجمعيات في الساحة الجمعوية..! ألا تدرون أن هذا الصمت، ماهو إلا سم سيفتك بشبابنا وأطفالنا عاجلا أم آجلا..؟! قرار تسلق سماء الظلم، هذا الذي أفتت به وزارتنا ذات التفكير الأعرج.. بحثنا في الموضوع، تساءلنا عن سبب منع هذه المنحة القانونية المشروعة التي تحفظها تلك الشراكة المتينة بين الجمعيات الوطنية ووزارة الشبيبة والرياضة..بحثنا ثم بحثنا..فوجدنا أن هذا السبب ليس واضح المعالم، وثابت الرؤى.. فقط جاء في بيان وزارتنا الداخلية أن السبب فقط أنها متحفظة…!! أي تحفظ هذا؟!! أنفهم منه أنها تخشى من هذه الجمعيات المناضلة المربية أن تتاجر في الممنوعات مثلا..؟؟! أو تصرف المنحة في غير هدفها المقصود والمراد..؟!! إن لم يكن هذا ولا ذاك، فماذا إذن..؟!! هل من تفسير واضح لهذا القرار الصادم، غير المفهوم..؟! لهذا تدخلت الجمعيات المعنية، مطالبة وزارة الشبيبة والرياضة أن تتدخل في الموضع، حتى يعود الحق لأهله دون ظلم وتدليس، بالإضافة إلى أنها خطت بيانا ومراسلة لحكومتنا راجين فتح استفسار حول هذا الموضوع الذي تبنته وزارة الداخلية دون سبب ولا حكم مسبق.. يعتبر هذا القرار الجارف ضربا في حق الطفولة والشباب، وسما قاتلا لهذه الجمعيات التي رسمت مسارها بعناء في سبيل هذا الوطن وأهله..!

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *