نورة الهواري: هكذا اقتحمت مجال “الميكانيك” و هذه هي الصعوبات التي واجهته

أجرى الحوار / محمد بودويرة

 
نورة الهواري فتاة في العشرينيات من عمرها ذات أصول أمازيغية تنحدر من مدينة آزرو بالأطلس المتوسط، اقتحمت مجالا يعتبر حكرا على الرجال، ألا وهو إصلاح السيارات “الميكانيك”.

 
حقائق 24 تستضيف في هذا الحوار الشابة نورة لنتعرف عليها أكثر و عن كيفية التحاقها بمهنة كانت بالأمس القريب حكرا على الذكور، و المشاكل التي واجهتها في البداية و نظرة المجتمع و المحيط لها؟

 
في البداية من تكون نورة الهواري؟

 
نورة الهواري من أصول ريفية و مواليد مدينة آزرو بالأطلس المتوسط 26 سنة، حاصلة على دبلوم التأهيل المهني في شعبة إصلاح السيارات و حاليا أدرس شعبة تقني إصلاح مركبات السيارات السنة الثانية.


لماذا شعبة الميكانيك بالضبط؟

 
لأني أحب هذا المجال، و الميكانيك كان حلمي منذ الصغر و كنت أميل إليه في طفولتي، وأحلم أن أكون ميكانيكية في يوم من الأيام وهاهو اليوم تحقق جزء من هذا الحلم.
هل واجهت اعتراضا من العائلة؟

 
في البداية كان اعتراض من إخوتي بخصوص فكرة دراسة الميكانيك و في الأخير تقبلوا الأمر على أن أدرس الشعبة فقط، غير أن إصراري على الدراسة و العمل الميداني أجبرهم على الموافقة بشكل رسمي، مما أتاح لي الفرصة للالتحاق بأحد محلات الميكانيك بالمدينة كمتدربة.

 
• كيف كانت نظرة محيطك خصوصا و أنه أمازيغي محافظ لأقصى درجة؟

 
أكيد أنه في المجتمع المغربي هناك خصوصيات يصعب اقتحامها من طرف الإناث، خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بمجال يحتكره الرجال، كما حدث معي، ففي البداية عند ولوجي لمهنة الميكانيك استغرب الجميع لاقتحامي هذا المجال الذكوري، غير أن هناك من أبدى إعجابه بالفكرة و ساندني في حين كانت هناك فئة أخرى من قالت أن الرجال لم يفلحوا في هذا الأمر و ما بالك بالمرأة.

 
• هل واجهت صعوبة في الالتحاق بمحلات إصلاح السيارات؟

 
أكيد، فقد واجهت صعوبة للولوج إلى المحلات المخصصة لإصلاح السيارات، فأغلب أصحاب هذه المحلات رفضوا فكرة التحاقي بهم بمبرر أني سأجلب لهم المشاكل مع الزبائن و العاملين لديهم لأني فتاة، إلا أنه في الأخير تمكنت من الحصول على الفرصة التي كنت أحلم بها و بدأت الاشتغال في المجال الذي أحبه.


• كيف كان تعامل زملائك الذكور معك في العمل؟
في هذا المكان الذي أشتغل فيه كمتدربة وجدت كامل الدعم من زملائي خصوصا رب العمل، الذي دائما ما يتدخل عندما يحاول أحد الزبائن التحرش بي أو أن يعكر عليه الأجواء، إلا أن في العموم أشتغل في أجواء جد عادية يسودها الاحترام و التعاون.

 
بالنسبة للزبناء كيف تكون ردت فعلهم عند مشاهدتك؟
أغلبهم يتفاجؤون عند رأيتهم لي، وفي الغالب لا يستطيعون التعرف علي حتى يناديني زملائي أو رب العمل باسمي فيكتشفون أنني فتاة.

 
• هل تعتقدين أن المرأة فرضت نفسها في المجالات التي يحتكرها الرجال؟

 
نعم إلى حد ما، غير أنه لازال أمامها مشوار طويل لتفرض ذاتها ويتقبلها المجتمع في المجالات التي يحتكرها الذكور، ويجب كذالك على الرجل مد يد العون للمرأة عند اقتحامها لمجاله المهني.

 
• ما هي النصيحة التي يمكن لك أن تقدميها للمرأة بصفة عامة؟

 
أود أن أقول لهم بأن ليس هناك عمل مخصص للرجال و آخر مخصص للنساء، فجميع المجالات مفتوحة في وجهها وعليها أن تختار الأنسب لشخصها و تكوينها و ألا تعير أي اهتمام لأصحاب النظرة الذكورية، فالمرأة المغربية أبانت عن كفاءتها في مجموعة من المجالات التي كانت بالأمس القريب حكرا على الرجال.

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *