منوعات

علاقة الصحة النفسية بمرض السكري “بقلم الدكتور ميلاز الفاطمي بروفسور واستشاري الطب النفسي “

من رؤيتي النفسية الإكلينيكية كطبيب  أرى أن إرتباط الحالة النفسية بمرض السكري أصبح ارتباطًا وثيقًا، فكل منهما يؤثر على الآخر خاصة في ظل الضغوط اليومية  و الحياتية ، مما يعرض المريض السكر لنوبات مستمرة من القلق و التوثر ….
وأوؤكد أن العلاقة بين مرض السكر والصحة النفسية مزدوجة ولا يفترقان ، فاضطراب السكر يسبب اضطرابات نفسية والعكس صحيح..
 لكن كيف يحدث ذلك؟
تتوقف علاقة مرض السكري بالصحة النفسية على عوامل طبيعية وأخرى خارجية.
العوامل الطبيعية:
تحدث عند اضطراب مستوى السكر في الدم، أي انخفاض مستوى السكر في الدم وهذا الاخير يؤثر على إفراز المخ لهرمون السيروتونين المسئوول عن السعادة وتحسين الحالة المزاجية، فيشعر المريض بالتوتر والقلق والحزن و ضيق الصدر غير المبرر.
لأن  الخلايا العصبية تعتمد في غذائها على الجلوكوز، ولكن مع انخفاض السكر في الدم، الناتج عن أخذ جرعة زائدة، أو بذل مجهود عنيف، تتأثر تلك الخلايا وهو ما يؤدي إلى دخول الفرد في حالة من العصبية و العنف…
عوامل خارجية :
تنتج عن العوامل المحيطة بالفرد ومشاعره و احاسيسه ، فيتعرض مريض السكر  للقلق والتوتر أو العصبية  مما تتسبب له في زيادة هرمون الأدرينالين،و الكورتيزون، وكلها هرمونات مضادة لعمل هرمون الإنسولين . ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، وينتج عنها الصراخ و العصبية الزائدة وخروج الزبد من الفم وجفاف الريق مما يؤدي بالمريض السكري الى السقوط او غيبوبة او إعاقة نصفية ….او نتائج لا يحمد عقباها …
وأضيف  أن شعور المريض  السكر بالحرمان من عدم قدرته على تناول ما يريده من أطعمة وحلويات ..خوفا من تعرض نسبة  السكر في الدم للارتفاع، وخوفه من ممارسة أي نشاط بدني خشية من تعرض السكر للانخفاض، فضلًا عن قلقه المستمر من تطور المرض وتدهور حالته التي قد تؤدي إلى مشاكل في القلب أو المخ أو على العين او قطع اطراف اصابع رجليه ….، فذلك يسبب دخوله في حالة من الكأبة و الحزن و الإحباط  و الهلع ومع استمرارها وعدم تعافيه منها قد يصاب بالاكتئاب ثم الى الإكتئاب السوداوي …!!!!؟؟؟
بما أن اضطراب الحالة النفسية يتسبب في اضطراب مستوى السكر في الدم، اقدم لكم هذه  معلومات و هذه “ordonnance thérapeutique ” علاجية للسيطرة على مستوى السكر واستقرار الحالة النفسية:
– المواظبة على أدوية السكر مع الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن.
– ممارسة الرياضات التي تساعد على الهدوء والتأمل، مثل الصيد، تمارين التنفس، واليوجا، فكلها أنشطة تحارب القلق والتوتر والعصبية، وتساعد على الاسترخاء، والتحكم في المشاعر والانفعالات.
– تجنب التعرض للضغوط النفسية والعصبية قدر المستطاع.
– عند التعرض لأزمة نفسية أو مشكلة لا بد من حلها حالا .. أو طلب العون  حالا وعدم الاستسلام لها لتجنب ارتفاع السكر.
أريد أن أصحح بعض المعتقدات الخاطئة عن مريض السكري..  من بينها «ممنوع من الحلويات»
أما عن شعور المريض بالحرمان وعدم قدرته على تناول ما يحلو له من أطعمة فأوؤكد أن مريض السكري مسموح له بتناول كل العناصر الغذائية فهو غير ممنوع من الكربوهيدرات وأوضح أن وجبة مريض السكري يجب أن تتكون  ب 50% منها من الكربوهيدرات، مع الحرص على تناول طعام صحي متوازن يحتوي على كل العناصر الغذائية ولكن بأوقات متفرقة و كميات قليلة مع مصاحبة هذه المأكولا ت بعدها بالماء و المشئ ..، لأن مريض السكري مسموح له تناول الحلويات لكن باعتدال جيد جدا.
وعن خوف مريض السكر  من ممارسة الرياضة، أوؤكد : أن ممارسة الرياضة مهمة جدًا لمريض السكري خاصة إذا كانت في الهواء الطلق، لأنها تعمل على تنشيط الدورة الدموية للجسم، وتحسن عمل القلب، على أن يتبع المريض نظام حياة صحي  جيد بالمتابعة مع طبيبه المعالج لتجنب حدوث أي مضاعفات..
 أما عن نوع الرياضة الملائمة لمرضى السكري، ارى كطبيب  أن مريض السكري من النوع الثاني مسموح له بممارسة كل أنواع الرياضة، أما مريض السكري من النوع الأول، فيفضل أن يبتعد عن الرياضات التنافسية و العنيفة.
وأخيرا انصح كل مرضى السكري بالتعايش مع هذا المرض وعدم الخوف من مضاعفاته
لأن مرض  السكري أصبح صديق الانسان فعند المواظبة على علاجه وتناول اغذية متوازنة  ورياضة . زيادة عن عدم العصبية و القلق  سنسيطر عليه، ولن يحدث للمريض أي مشكلة على الإطلاق، بل لا يشعر بثاثا  أنه مريض من الاساس.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى