هذا ما يخطط له دواعش “سوس” و هكذا يشتغلون

حقائق24

 

علاوة على مجموعة من المنشات الحيوية و الاقتصادية التي تحتضنها مدينة اكادير كمطار المسيرة الدولي و ميناء اكادير البحري و كذا المؤسسات الفندقية و السياحية الكبرى بالمدينة فان تنظيم داعش الإرهابي وضع نصب عينيه العديد من الأهداف الإستراتيجية التي كان ينوي ضربها كمحور أساسي ضمن مخططاته الإرهابية و ذلك من قبيل المؤسسات الأجنبية و المعابد الدينية و الأجهزة الأمنية و الشخصيات العمومية.

المؤسسات الأجنبية

من بين الأهداف الإستراتيجية التي وضعتها الخلايا الإرهابية باكادير نصب عينيها تأتي المؤسسات التمثيلية للبلدان الأجنبية خصوصا منها القنصليات و المؤسسات التعليمية.

إذ تعتبر مدينة اكادير من بين الوجهات السياحية التي يقصدها بكثرة مواطنو الدول الأجنبية قصد السياحة فيما يتخذها آخرون مقرا لإقامتهم و هو الأمر الذي دفع بتلك الدول إلى إنشاء جملة منة المؤسسات القنصلية و التعليمية بهذه المدينة حيث تضم اكادير العديد من القنصليات الرسمية أو الشرفية لبلدان مثل فرنسا اسبانيا السويد المملكة المتحدة ايرلندا المانيا بلجيكا ايطاليا و فلندا و روسيا و النرويج علاوة على بولونيا و البرتغال و هنغاريا و الدانمارك و البيرو و موناكو.

فيما تحتضن اكادير أيضا عدة مؤسسات تعليمية و ثقافية تابعة لبعض الدول الأجنبية و على رأسها المعهد الثقافي الفرنسي و الثانوية الفرنسية و المركز الثقافي الأمريكي و ملحقة معهد سيرفانتيس الاسباني.

الشخصيات العمومية

سبق للتحقيقات التي باشرتها المصالح الأمنية بالمغرب أن كشفت تخطيط العديد من التنظيمات و الخلايا الإرهابية استهداف مجموعة من الشخصيات السياسية و المدنية و العسكرية كما سبق لوزير الداخلية محمد حصاد أن كشف أمام البرلمان وجود لائحة اغتيالات أعدها تنظيم داعش تستهدف شخصيات سياسية و أمنية و دينية مغربية على رأسها وزير العدل و الحريات مصطفى الرميد و وزير الدولة السابق محمد اليازغي و بعض شيوخ السلفية منهم عمر الحدوشي.

و هو ذات المنحى الذي سارت عليه التنظيمات الإرهابية باكادير و على رأسها تنظيم داعش الذي تم تفكيك الخلية التابعة له حيث أقرت المخابرات المغربية بعزم تلك الخلية اغتيال الناشط الامازيغي احمد عصيد الذي ينحدر من منطقة تالوين بتارودانت رفقة شخصيات مدينة و سياسية و عسكرية أخرى سرعان ما ورد ضمن ابرز أسمائها ابن منطقة سوس ادريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي حيث كانت تخطط تلك الخلية الإرهابية وفق التحقيقات الاستخباراتية لخطف تلك الشخصيات بنفس طريقة داعش ثم ذبحها و تصفيتها.

المعابد الدينية

من بين الخصائص التي ميزت مدينة اكادير وجهة سوس عموما هو كونها منطقة وفرت على الدوام المناخ الملائم للتعايش بين المعتقدات و الأديان حيث تضم معبدا للطائفة اليهودية و كنيسة للمسيحيين جنبا الى جنب مع المساجد الإسلامية كما أن المدينة ما تزال تأوي بين أحضانها المئات من اليهود المغاربة الذين فضلوا الاستقرار ببلادهم عوض الالتحاق بدولة إسرائيل و هو الأمر الذي جعلها أيضا ضمن مخططات داعش و التنظيمات الإرهابية الأخرى.

فيما تتميز المنطقة أيضا بوجود عدد هائل من مقامات الأولياء و الصلحاء و الأضرحة و كذا الزوايا التي تعتبر هدفا رئيسيا لتنظيم داعش الذي تفنن في تدمير المزارات المشابهة في الشرق الأوسط لاعتبارات تعود بالأساس إلى عقيدته التفكيرية التي لا تقبل بأي اختلاف مع ما تؤمن به بأنه هو الإسلام الحق.

الأجهزة الأمنية

حسب نتائج التحقيقات الأولية التي أعلنت عنها المخابرات المغربية بعد تفكيك خلية اكادير التي بايعت زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي فان الأجهزة الأمنية باكادير كانت بدورها هدفا ثمينا لمخططاتها الإرهابية حيث كشف رئيس المكتب المركزي للتحقيقات القضائية عن كون تلك الخلية كانت تستهدف شخصيات عسكرية علاوة على استهدافها لعناصر فرقة حذر و باقي الأجهزة الأمنية الأخرى.

و من المعلوم أن مدينة اكادير تضم منشات أمنية غاية في الأهمية خصوصا قيادة المنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية و الميناء العسكري و ثكنات عسكرية و مقرات للشرطة و الدرك و هو العامل الذي أسال لعاب تنظيم داعش الذي كان ينوي استهداف تلك المنشات الأمنية السيادية من اجل الاستيلاء على الأسلحة الوظيفية لعناصرها قصد استعمالها في تنفيذ مشاريعه الإجرامية.

 

هذا المقال مقتطف من تحقيق لمجلة حقائق مغربية في عددها 49

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *