حقائق24- مولاي أحمد الجعفري
ما حدث بقبيلة ايت عبلا اقليم تارودانت شيء يندى له الجبين. استبشر الأهالي خيرا عند سماعهم بمقدم قافلة طبية طال انتظارها تكشف عن دائهم و تخفف عنهم آلامهم ثم تصف لهم الدواء و تبعث فيهم الأمل و الحياة. فتقاطرت على بلدة أيت عبد الله جحافل المرضى و المستهدفين و فيهم العجزة و الثكالى و المستضعفين في رحلة طويلة متعبة أياما قبل انطلاق الحملة لا لشئ سوى للتسجيل ثم ليعودوا أدراجهم إلى قواعدهم مرضى و محتاجين و قد زادت معاناتهم و اشتدت آلامهم و خرت قواهم …. وفجر أمس وهذا اليوم بدأت تتقاطر على هذه البلدة النائية طوابير بشرية من نساء و رجال المنطقة و الأمل يحدوهم أن تقضى حوائجهم و ان يضعوا حدا لكوابيس تطاردهم و آلام تقض مضاجعهم إما كشفا أو وصفا…خاصة أن شركة للقهاوي أصحابها من رحم المعاناة خرجوا و من دواوير مجاورة نشأوا و ترعرعوا ؛ هي من تدير الحملة و تعطي الأوامر بالجملة ، الوشاح النسوي الأسود يسير في زرافات مشيا و هرولة يسابق الزمان ثارة و تطارده صيحات المنظمين ثارة أخرى..بأمعاء ملتوية خاوية وبطون ملتهبة جائعة….الأطباء اصطحبوا معهم الوزرة البيضاء و نسوا ان يحضروا معهم آليات الكشف و تجهيزات ابو قراط …و اكتفوا بالوصف و التوجيه نحو مستشفيات تارودانت و أكادير ….
حملة طبية بمتدأ وبلا خبر, فقبل بدايتها كانت تدق لها الطبول و تنفخ لها المزامير …فعلقت عليها آمال و انتظرتها أسر و عوائل لكن ان تمر القافلة بهذه السرعة المكوكية دون أن تتشافى أسقام أو تتداوى امراض أو توزع النظارات أو تعطى مواعيد لإجراء عمليات أو تأخذ العينات للكشف و التحليل أو تعالج أسنان من سوسة تنخرها أو تقدم أدوية مجانية …انما هي بهرجة و دعاية للبعض و سياحة و عطلة و ترويح للبعض الآخر ومعاناة و جحيم للذين غلبوا على أمرهم وضنوا ان كل صيحة عليهم.