موزكي…”مناضل الميدان” جمع كل الأطياف السياسية حوله واجتمع الكل في وداعه

الراحل عبد الرزاق موزكي رفقة نبيلة منيب
الراحل عبد الرزاق موزكي رفقة نبيلة منيب

 

إعداد : سعيد أهمان
مساره النضالي متنوع بتعدد مشاركاته وعلاقاته، فعبد الرزاق يؤمن بأن دعم نضالات الطبقات المسحوقة، كما يصفها، كفيل بتحقيق الديمقراطية، فهو أب لثلاثة أبناء، يونس وإلياس ولينا، ابن شيشاوة في الأصل، لكنه تربى وعاش في المدينة القديمة بالدار البيضاء، ودرس في جامعة فاس، التي عاش فيها أحداث الصراع الطلابي بين الفصائل، ليلج سلك الوظيفة العمومية في مسار مهني امتد لنصف عمره (25 عاما) جعلته قامة بين أقرانه.
 
المئات من محبيه ورفاقه، وضعوا صورة عبد الرزاق في بروفايلهم على الفايسبوك، إلى جانب صور شاهدة توثق نصرته في مواقف كبيرة وكثيرة شهدتها أكادير.
 
إلى جانب عبد الرزاق موزكي النضالي، للرجل مسار جمعوي ونقابي وسياسي، آخره انتخابه يوم 23 فبراير 2013 كاتبا عاما للنقابة الوطنية الديمقراطية للمالية، وترشحه في انتخابات مجلس المستشارين، ومساندته مرشحي لائحة الرسالة في تشريعيات 7 أكتوبر 2016.
 
لا يفتأ ولا يكل ولا يمل، وهو المتشبع بمبادئ اليسار ومشروعه المجتمعي، الذي يريد إحقاق العدالة الإجتماعية والمساواة الفعلية وإحقاق دولة المواطنة بدل دولة الرعايا مع تأكيد على الدور الأساسي للمدرسة العمومية التي تعد المدخل الحقيقي للتغيير الحقيقي، بحسب تدويناته الأخيرة.
 
تحركاته ومواقفه واحتجاجاته جنت عليه، ففي يوم 14 ماي 2015 تعرض لاعتداء جسدي في وقفة سلمية أمام قصر العدالة بإنزكان إلى جانب رفاق من تنظيمه السياسي، لاقى احتجاجا وتنديدا من داخل جهة سوس ماسة وخارجها.
 
عبد الرزاق موزكي، كاتب الفرع المحلي للحزب الاشتراكي الموحد بأكادير، “المناضل الميداني الذي ملأ ساحات النضال ضجيجا من أجل الدفاع عن المحرومين في هذا الوطن القاسي على أبنائه”، كما نعاه موقع الحزب على صفحته الرسمية.
في جنازته سار اليساري والحداثي والاسلامي والاشتراكي والأمازيغي، النقابي والحقوقي والمدني والإعلامي والعاطل، فكما وحدهم المرحوم عبد الرزاق موزكي في ساحات النضال، حضروا من أجله وواسوا أسرته، قبل يوارى التراب في مقبرة الشهداء ببنسركاو (أكادير) عصر يوم السبت 04 فبراير 2017 وبعد ذلك، كما روى ذلك الناشط المدني سعيد رحم.
في شهادة عنه، تقول نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد: عبد الرزاق موزكي المناضل الشهم المخلص الوفي لقضايا المظلومين والمحرومين، المناهض للفساد والنهب والمفسدين، الحامل لهموم الوطن والعامل على انعتاقه يرحل عنا في غفلة منا.
وتضيف: ستظل ذكراك خالدة، ونحن نبكي على فراقك أيها المناضل الصامد المعطاء الذي لم يبخل ولم يستسلم في زمن ما أحوجنا فيه للشرفاء لننتصر للوطن..لم تدخر جهدا لإسماع صوت الشعب و للوقوف إلى جانب الجماهير المقهورة ونصرة الحق.
 
وكتبت الحقوقية نعيمة بنشريق شهادة في حقه: رحلت أيها المناضل وتركت تاريخا يشهد لك بالنضال المستميت. تركت ساحات الوقفات الاحتجاجية يتيمة صامتة، لأنها ستفتقد لصوتك الجوهري الذي يهتز له كل مستمع ومحتج أو متضامن. لم تمت عبد الرزاق بل رحلت إلى دار البقاء، وتركت دهشة كبيرة في صفوف الرفاق و الرفيقات حول هذا الرحيل المفاجئ.
 
شهادات كثيرة للوفاء لهذا الرجل (وأي رجل)، تشيد به وتؤكد على أنه كان “متعاليا على الاصطفافات الإديولوجية مع الكل، متحررا من قيود التفرقة، رجل الحوار والتوافق، ورجل المواقف الرجولية والمواقع الشعبية بعزيمته وإرادته وهمته العالية، وهو الطامح لتحقيق مغرب الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، محبا الخير للجميع،”.
 
آخر ما كتبه في صفحته الرسمية ليلة وداعه، بمناسبة الذكرى الثانية لرحيل أحمد بنجلون، يؤكد تشبت الرجل الشهم عبد الرزاق (وأي رجل) كاتبا: أتذكر المناضل الصلب والمخلص الأخ أحمد بن جلون ، وفيا لمبادئه وضميره وقناعاته، أتذكره جيدا عندما كنّا نخوض المعركة ضد الفساد ونهب المال العام وقتها كنت شخصيا مستهدفا من طرف بعض رموز الفساد وناهبي المال العام وكان أحمد بن جلون رحمة الله عليه يتصل بي رغم معاناته مع المرض ويقول لي إن المعركة التي تخوضونها هي معركة مهمة وحقيقية وأحييك أنت شخصيا ومعك باقي الإخوة ولا ترهبك حملاتهم إنهم جبناء رغم كل شيء وانت تمثل وجداننا جميعا فواصل نضالك بثبات إنني أعرفك.”.
 
يعتبر عبد الرزاق أن شهادة الراحل أحمد بنجلون في حقه أمانته ثقيلة عليه، في وقت لاذ فيه البعض إلى الصمت وممارسة الحلقية والدعاية الفجة، بل إن البعض تمنى لو سقطت أنا وبقي المفسدون إنه زمن الضحالة بامتياز، بحسب شهادة الراحل موزكي.
 
مازال رفاقه يذكرون كلمته منذ أيام في وقفة الشموع، بمناسبة ذكرى مجزرة الخميس الأسود أمام المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بإنزكان، وهو يقول: هذا الوطن يتسع للجميع، وقدرنا أن نكون إلى جانب أولاد الشعب وهذا فخر لنا وهو من صميم الواجب النضالي”.
 
أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *