وجهت البرلمانية البارزة بحزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العينين، عند حدود منتصف ليلة أمس الثلاثاء دعوة استعجالية لأعضاء المجلس الوطني للحزب بشأن مساندتها في مسعاها إلى عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني للحزب، وذلك بعدما أكدت أنها قد وجهت طلبا في الموضوع إلى رئيس المجلس الوطني.
وبررت ماء العينين في تدوينة لها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك بالقول “نحن في حاجة إلى فضاء مؤسساتي يحتضن النقاش الهام الجاري اليوم بين الأعضاء والمتعاطفين والمهتمين”، وذلك في إشارة منها إلى أجواء الاحتقان والتصدع التي بات يعيشها حزب العدالة والتنمية بسبب حكومة “العثماني”.
وأضافت ماء العينين متوسلة “أرجو من الإخوة والأخوات أعضاء المجلس المتفقين مع فكرة الدعوة للانعقاد، توجيه طلباتهم لاستكمال نصاب الثلث”.
غير أن بعض قياديي الحزب لا يرون في هذا العصيان الذي تقوده ماء العينين ضد زميلها رئيس الحكومة المكلف سعد الدين العثماني وبشكل مكشوف سوى رد فعل على عدم ورود اسمها ضمن الأسماء المرتقب أن تضمها اللائحة النهائية للحكومة الجديدة.
وفي هذا السياق علق القيادي البارز بالحزب وبحركة التوحيد والإصلاح، البرلماني عن دائرة أكادير إداوتنان إسماعيل شوكري، على هذا التمرد الذي تقوده ماء العينين ضد العثماني مستنكرا بالقول “لبعض الإخوة الطالبون لعقد المجلس الوطني أقول: أعتقد أن ما كان يجب أن يقال في المجلس قد قالوه في الفضاء الأزرق، الصحيح منه وغير الصحيح. فلماذا عقد المجلس وهل بقي شيء يمكن أن يقال ولم يقولوه؟”
وأضاف مشككا في نوايا زميلته ماء العينين “لو كانت الغيرة على المؤسسات لأمسكتم حتى تعقد ويفتح النقاش حسب مساطر الحزب، أما والنقاش مفتوح على مصراعيه في هذا الفضاء، فأعتقد أن لا معنى للمجلس وإنما تابعوا النقاش فالفضاء يستوعب”.
غير أن قساوة الكلام الذي صدر عن شوكري وقوة الاتهامات التي يستبطنها في حق زميلته ماء العينين، لم يتركا لهذه الأخيرة من خيار سوى الرد عليه بلغة لا تخلو من دلالات حيث أجابته بالقول “الأخ شكري، وجهت الدعوة فقط للمتفقين مع الفكرة”.
جدير بالذكر أن المادة 28 من النظام الأساسي للحزب العدالة والتنمية الذي لجأت إليه ماء العينين للانقلاب على العثماني تنص على أن المجلس الوطني ينعقد بصفة عادية مرة كل سنة وبصفة استثنائية بقرار من الأمانة العامة أو بدعوة من مكتبه أو بناء على ثلث أعضاء المجلس على الأقل”.
وبذلك سوف تسارع ماء العينين الزمن لجمع توقيعات ما لا يقل عن 80 عضوا من أعضاء المجلس الوطني لحزبها باعتبار هذا الرقم هو الترجمة الإحصائية لنصاب الثلث.