نور الدين أمغاري –
احتضنت قاعة الإجتماعات الكبرى للمجلس الجماعي بمراكش أمس 24 فبراير بالقصر البلدي مائدة مستديرة حول الثقافة ودورها في تنمية المجتمع تحت شعار “تنمية القدرات الثقافية للشباب ” المنظمة من طرف جماعة مراكش بشراكة مع المنتدى المغربي للتنمية والمواطنة وعرف هذا النشاط الثقافي حضور كبير لفعاليات المجتمع المدني هذا الأخير الذي أكد بالإجماع وضعية المجال الثقافي المتدنية والتي خلفت أعطاب مجتمعية ساهمت في انحطاط الذوق وظهور جيل لا يحمل أية قيم وكل همه الانشغال في وسائل التواصل الإجتماعي ومتابعة أشياء تافهة وإعطائها الشهرة .
وأكد منظموا هذا اللقاء الثقافي أن كل المرافق السوسيو ثقافية متوفرة بالمدينة وكل ما يحتاج الشباب هو تنمية فكرية تحفز هذه الفئة على العطاء الثقافي وتكون المؤسسات التعليمية حجر الأساس الفعل الثقافي يتم تجسيده من خلال البرامج و المناهج الدراسية والعلمية والثقافية المتنوعة و يتوفر موقع “حقائق 24” نسخة من برنامج هذه المائدة المستديرة التي يتوخى المنظمون من خلالها لنشر رؤية مستقبلية للثقافة وانفتاح الشباب على محيطه الثقافي وتمكينه من إعتلاء فكر مجتمعي مواطن أساسه حب الوطن وخدمة الصالح العام .
وقد كانت كل المداخلات متقاربة رغم إختلاف الزوايا التي ينظر من خلالها للثقافة من طرف الأطر التي نظرت في هذا اللقاء الثقافي والذي أجمع الكل أن المدرسة العمومية له دور أساسي في تدني المستوى الثقافي والمرتبط بالأساس بالمستوى الدراسي كما أن النخبة السياسية ساهمت بشكل كبير في نقص من أهمية الفعل الثقافي ويظهر ذلك جليا في الإعتمادات المخصصة لهذا المجال سواءا على مستوى الحكومة أو المجالس المنتخبة جهويا إقليميا ومحليا .
وقد رفعت توصيات في نهاية هذا اللقاء الثقافي الذي أكد فيه المتدخلين أن الثقافة ليست لباس لزينة وإنما هو علم قائم بذاته وأن الأزمة ليست أزمة معرفة وإنما أزمة تواصل وكل ما يجب هو تحبيب الثقافة وروادها للناس وترويج فكر القراءة لعامة الناس لكون الثقافة ضرورة وليست ظرف والحرص على الهوية والثقافة المغربية لكونهما لبنتين أساسيتين لتنمية البلد وادماج رؤية ثقافية واضحة من طرف الأحزاب السياسية من أجل تأطير الحقل الثقافي من خلال المناهج التربوية وإعادة تأهيل للوضع الاعتباري لكتاب المغرب وخلق منصات للشباب من أجل التأطير والمواكبة في المجال المعلوماتي.