المالوكي وراء الملك لصد الأعداء !!

حقائق24/ أكادير

  كل ما يصدر هذه الأيام عن المجلس الحضري لمدينة أكادير يصر بقوة على تذكير ساكنة هذه المدينة بأن القائمين على تدبير الشأن المحلي ما زالوا خارج التغطية ” و الريزو ديالهم  هربان” و هم بذلك يواصلون إثارة مشاعر السخرية في نفوس الساكنة و هي سخرية سوداء قاتمة تترجم حجم الغبن المتراكم على صدور السوسيين بسبب هذا ” القدر ذي الخطى الرعناء” الذي يطأ أمالهم و أحلامهم بلا رحمة و يكشف كل يوم مدى بعده عن كل الانشغالات الحقيقية للمدينة و ساكنتها.

 آخر خرجات المجلس تدفعنا إلى التساؤل هل شرع صالح المالوكي رئيس الجماعة في محاربة طواحين الخواء كما كان يفعل الفارس الشهير ” دون كيشوت دي لامنشا، و عن أي أعداء يتحدث حين يضمن إحدى اللافتات بمناسبة الزيارة الملكية الأخيرة صيغة هي الأبعد عن هموم أكادير كلها، حيث قام بتثبيت لافتة تقول ” نحن وراءك يا قائد التحدي في تذليل الصعاب و صد الاعداء” هكذا..

 عديد ممن رأوا هذه الصيغة في لافتة تصدرت مقر البلدية، و باستحضار مجريات الأحداث منذ بداية الحديث عن اعتزام الملك القيام بزيارة ميمونة إلى عاصمة سوس، اسقط في أيديهم و تأكد لهم أنه ” الرجا في الله” أما المجلس فقد حلق بعيدا هذه المرة، و أبدى استعدادا علنيا لصد أعداء مفترضين لا تعرف عنهم أكادير أي شيء، و لا غير المالوكي يستطيع صدهم.

لكن من يكون هؤلاء بالفعل؟ هل لدى المالوكي أعداء حقيقيون؟ و هل المالوكيينظر مثلا إلى الخصومات السياسية على أنها عداوات؟ و إذا كان الأمر كذلك فكم سيحصي الرجل من أعداء بعد أن أصبح في مرمى النقد و ارتفعت أصوات تطالب بمحاكمته و عزله تزامنا مع الزيارة الملكية؟

متتبعون اعتبروا صيغة اللافتة انفلاتا أدبيا يلقى تفسيره في ذات التسيب و اللامبالاة التي تطبع أداء الجماعة على أكثر من صعيد، بيد أن آخرين جنحوا إلى تفسير  عبارة “صد الاعداء” بزلة القلم التي تكشف على حين غرة الانشغالات العميقة لصاحبها، و المالوكي بدون شك منشغل هذه الأيام بالتفكير في سيل من الانتقادات التي وجهت إليه ليس فقط على وسائط التواصل الاجتماعي، و لكن عبر وسائط أخرى عديدة، و لذلك حضرت كلمة “أعداء” بدل أن تحضر كلمة “تنمية”مثلا.

والظاهر أن المالوكي و هو يستحضر “البهدلة” التي تعرض لها لم يستسغ مطلقا ما فعلته به السلطات باكادير على أعتاب الزيارة الملكية خصوصا بشارع الحسن الثاني و غيره من الشوارع التي ظلت مرهونة لمشروع لم يتحقق منه سوى الغبار، فهل السلطة هي العدو المسكوت عن تسميته؟

أيضا المالوكي تلقى قرصة أذن مؤلمة من زينب العدوي الوالي المدير العام للمفتشية العامة للدارة الترابية، فتقريرها وضع المالوكي على رأس (الأعداء) عفوا أعداء التنمية في أكادير، فهل تحولت العدوي بدورها إلى عدو للرئيس؟،،، و لعل الصحافة التي فضحت كل سقطات المالوكي تصنف لديه أيضا في نفس الخانة و يسري ذلك في عرفه بكل تأكيد على المدونين و الناشطين الذين يتعقبون ليل نهار أداء المجلس و لا يكفون عن انتقاده، فمن أين سيبدأ ” دون كيسوس” حربه الضارية على أعدائه الافتراضيين؟

و أخيرا هل يستقوي المالوكي بالملك و هو يستعمل هذه الصيغة التي لا تتناسب مطلقا مع طبيعة المشاريع التي جلبتها الزيارة الملكية لاكادير و غيرها من مدن جهة سوس ماسة؟

أن العدو الحقيقي للمالوكي ومن هم على شاكلته يتمثل بشكل خاص في عدم قدرتهم على العطاء ” و فاقد الشيء لا يعطيه” أنهم أعداء أنفسهم و إن كانوا غير قادرين على إدراك ذلك، أما الملك فليس في حاجة إلى أن يقف وراءه الا من كان “سيدي و مولاي” و أما أكادير فقد عرفت من هو المالوكي و من يشارك معه في تسيير الشأن المحلي،و أما القادم فهو الوجه الآخر لسنوات مضت دون أن يساءل فيها المالوكي رسميا عن أي شيء.

ثم هل للمالوكي أصدقاء أو حلفاء؟ و ما الذي يجمعهم أن هم وجدوا؟

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *