المديرية الجهوية للصحة بسوس ماسة “اسكيزوفرينيا” التواصل

يشهد الوضع الصحي بجهة سوس ماسة، منذ مدة، تخبطا صارخا وارتجالية في التسيير، زادت حدتها مع الظرفية الحالية لجائحة كورونا، وخصوصا في الجانب التواصلي للمديرية الجهوية للصحة. هذه الوضعية التي تتسم بتسميم الأجواء مغالطة الرأي العام، في وقت تدعو فيه الظرفية الي الحكمة والبصيرة.

فخلال التحري والاستقصاء في طريقة التواصل التي تنهجها المديرية الجهوية للصحة، تبين وبما لا يدع للشك اثرا، أن هذهالأخيرة تنتحل، في طريقة تواصلها مع رؤساءها، ومع الصحافة والمواطنين، تبين أنها تقمص ادوارا متناقضة وفصامية في كل مناسبة للتواصل.

فقضية الثلاث أخوات القادمات من مدينة الجديدة الي عمالة انزكان ايت ملول، واللواتي تبين فيما بعد انهن حاملات لمرضى كوفيد 19، فقد تم التواصل في شأنها على مستويين معاكسين.

فعلى المستوى الأول، أخبرت المديرية الجهوية المصالح المركزية لوزارة الصحة بشأن هذه الحالة وقد ثم أخذ الاجراءات اللازمة في حينه، وبتنسيق مع السلطات المحلية وقضي الأمر.

وفي المستوى الثاني وعلى وجه معكوس تماما، ثم تسريب الخبر الي حزب معين والذي وجه فيه سؤالا كتابيا في قبة البرلمان، داعيا وزير الصحة لأخذ جميع التدابير قصد إصلاح ما أفسدته تمثيليته بجهة سوس ماسة.

هذا السلوك المزدوج والمتناقض أغضب القائمين على الشأن المحلي بعمالة انزكان ايت ملول، والذين يقومون بمجهودات جبارة لاحتواء الوباء في حيز ترابي تسجل فيه الكثافة السكانية أكبر المعدلات الوطنية1847) نسمة/كلم2). فما هو الهدف وراء تسريب هذا الخبر لجهة معينة؟ هل هو اثارة البلبلة والذعر في أواسط المواطنين؟ أم الهدف هو الضرب في مصداقية ومجهودات السلطات الإقليمية؟ أو في مصداقية ومجهودات الأطر الصحية الكفؤة لعمالة انزكان أيت ملول؟

اما القضية الثانية، والتي تأكد من خلالها التعامل بوجهين متناقضين لنفس المعلومات، يتعلق الأمر بالسيدة القادمة من جماعة القليعة، والتي كانت تعاني من مرض القلب. فقد ثم تسريب، مرة اخرى، جميع المعلومات الي صحيفة رقمية والتي نشرت مقالا في هذا الشأن يوم 5 مايو 2020، والتي وصفت هذه الواقعة ب “الخطأ الجسيم…”. 

هذه الازدواجية المتناقضة في التعامل مع هذه الوقائع، يثير عدة تساؤلات ويستدعي ايضا تدخلات عاجلة ومستعجلة للحد من الأثار الجانبية السلبية لمثل هكذا تصرفات وعلى جميعالمستويات. ما هو أكيد، هو أن هذه الأفعال لا علاقة لها مع الاهتمام بصحة المواطن. فمنذ بدأ جائحة كورونا، لم تتكبد المديرية الجهوية نفسها عناء القيام بزيارة تفقدية للمستشفى الإقليمي، بالرغم انه يبعد ب 10 كيلومترات (30 دقيقة) على مقر المديرية الجهوية للصحة بأكادير، وبالرغم من أن دعم وتأطير المندوبيات والمستشفيات من المهام الأساسية والرئيسية للمديريات الجهوية للصحة.

من المستهدف إذن من هذه الحملة المسعورة على عمالة انزكان ايت ملول؟ وما الغرض من هذه الازدواجية والتناقض في التعامل مع معلومات ادارية، رسمية، حساسة وخطيرة في ظل الوضع الحالي؟ هل المديرية الجهوية للصحة تمثل فعلا وزارة الصحة بالجهة، أم أنها تغرد خارج السرب خدمة لأجندة معينة؟ .

هذه الأمثلة وغيرها، تثبت بجلاء انصراف وابتعاد المديرية الجهوية عن عملها الحقيقي) استراتيجية ورؤية واضحة لتطوير المنظومة الصحية بالجهة(، وانشغالها بتلميع صورتها اعلاميا، على حساب الأطر الكفؤة التي تزخر بها المديرية الجهوية والمندوبيات التابعة لها، وبطرق ملتوية ولو على حساب السلم الاجتماعي.

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *