المهدي نهري
يتحدث الكثير من المغاربة اليوم عن موجة الغلاء المعيشي التي تعصف بالقدر الشرائية للمغاربة على جميع المستويات
و لعل أهم إرتفاع هي أسعار المحروقات، رغم انخفاضها في السوق الدولية، الا أن التذرع بكون المخزون الذي يتم تصريفه اليوم في محطات الوقود تم اقتناؤه حين كانت الأسعار تقترب من 140 دولارا للبرميل، يعتبره عديدون هو تبرير واه، لأن شركات المحروقات بالمغرب رفعت الأسعار بمجرد رفعها في السوق الدولية رغم أن المخزون الذي كانت تصرفه آنذاك كان قد تم اقتناؤه قبل ذلك الارتفاع، وهذا يعني شبهة تورطها في مراكمة أرباح غير مشروعة…
أما ارتفاع أسعار الخضراوات وبعض الفواكه والأسماك فلا يمكن كذلك تبريره بارتفاع أسعار المحروقات، لأن هذه الزيادات في أثمنة الخضراوات والفواكه والأسماك تتراوح بين ضعفين وثلاثة أضعاف.
إن كل هذا ليس له من تفسير سوى وجود ممارسة للاحتكار والمضاربات واستغلال الوضع الوبائي والحرب الروسية الأوكرانية لتبرير أرباح غير مشروعة.
كما يعني كذلك أن حكومة أخنوش بتفرجها وعدم تدخلها واستسلامها، بل وأحيانا تبريرها لهذا الوضع، لا توجد في موقع الحادز الذي يفتقد للنظرة الاستباقية وللإبداع، بل يجعلها في شبهة المتواطئ…
لقد سقطت كل شعارات الدولة الاجتماعية التي رفعتها الحكومة الحالية في أول امتحان، ظهر أن همها هو حماية مصالح رؤوس الأموال الكبرى على حساب مصالح الفئات الهشة.