منتزه الإنبعاث بأكادير: أيقونة ملكية تتحول إلى رمز للإهمال وسوء التدبير

منتزه الإنبعاث، الذي يمتد على مساحة 24 هكتارًا بمدينة أكادير، كان من المفترض أن يكون جوهرة برنامج التنمية الحضرية 2020-2024 . هذا البرنامج الملكي، الذي رُصدت له ميزانية تُقدر بحوالي 6 مليارات درهم، يهدف إلى تعزيز البنية التحتية و توفير متنفس لسكان المدينة و زوارها.

التخريب والفوضى داخل المنتزه أصبحا حديث الساعة، في ظل غياب واضح لأي رقابة أو تدبير فعّال. الكاميرات التي تم تركيبها لضمان الأمن، والتي تم التباهي بها أثناء التدشين، تبدو اليوم مجرد زينة لا فائدة منها. المواطنون يتحدثون عن مشاهد عبثية داخل الفضاء، حيث تتعرض المرافق للتدمير دون أن يتحرك أي مسؤول لمعالجة الوضع.

هذا،ويعاني المنتزه من إهمال واضح وسوء تدبير يثيران استياء المواطنين. والزوار الذين يشكون من غياب الصيانة والتخريب المستمر للمرافق، مما يحول هذا الفضاء من متنفس حضري إلى مصدر للإحباط.

التعليقات الساخرة والغاضبة تعج بها منصات التواصل الاجتماعي و تعالت أصوات المواطنين معبرة عن استيائهم. أحدهم كتب:” أكادير زوينة غير فالتصاور “. فيما كتب آخر :  “مشاريع ضخمة بلا مراقبة بحال إلا كتخوي الماء فالرملة”، فيما كتب ناشط آخر: “كيتخسروا  فلوس صحاح على المشاريع وكيتقرزوا على فلوس الصيانة سيكوريتي والميناج”. هذه التعليقات تعكس الإنطباع السائد و بأن الأموال العامة تُهدر دون تحقيق الفائدة المرجوة.

من المؤسف أن الفضاءات التي صُممت لاحتضان العائلات وأطفالهم، بما فيها ملاعب القرب وفضاءات الألعاب، أصبحت ساحة مفتوحة للفوضى والتخريب. كل هذا يحدث أمام أعين المسؤولين المحليين الذين يبدو أنهم منشغلون أكثر بالظهور الإعلامي وتنظيم اللقاءات والندوات على حساب تحمل مسؤولياتهم الفعلية.

المسؤولون المحليون ، وعلى رأسهم السعيد أمزازي المسؤول الترابي الأول  بالجهة ، و الذي يرى متتابعون أنه لن يعمّر طويلا بمنصبه لجملة من  الأسباب سنعود اليها ضمن ملف خاص عن برنامج التنمية الحضرية ، و رئيس المجلس الجماعي عزيز أخنوش القاطن بالرباط،  مطالبون بالتحرك الفوري لتدارك هذا الوضع.حيث أن ترك الأمور على حالها يُظهر تهاونًا غير مبرر في أداء مهامهم، ويعني ضمنيًا التخلي عن مسؤولياتهم تجاه  المشاريع الملكية و ساكنتها. صيانة المنتزه وحمايته ليست مجرد ضرورة، بل هي واجب لا يقبل التسويف، وإهدار المال العام بهذا الشكل يُعتبر استهتارًا بمسؤولياتهم كما أن استمرار هذا الوضع يُعد تقصيرًا في حق الساكنة وتبديدًا للموارد العامة.و يطرح تساؤلات ملحة عن مصير الميزانية المرصودة لهذه الخدمة الحيوية.

المسؤولية هنا لا تقع فقط على عاتق السلطات المحلية، بل تمتد إلى كل الجهات التي أشرفت على إنجاز المشروع. لتطرح أسئلة ؟، أين هي الاستدامة التي وُعد بها سكان أكادير؟ وأين هي الحلول التي تعالج ظواهر التخريب وعدم احترام المرافق العامة؟.

برنامج التنمية الحضرية 2020-2024، الذي أُطلق بهدف تحسين معالم المدينة ، يواجه تحديات كبيرة في ظل غياب المتابعة والمراقبة. إذا لم يتم تدارك الوضع بسرعة، فإن هذه المشاريع ستظل حبرًا على ورق دون تحقيق الأهداف المرجوة.

كما أن على الجهات المعنية مدعوة التحرك فورًا لضمان استدامة هذه المشاريع وتحقيق الفائدة القصوى منها. فيما يراقبون أن الوقت قد حان للمحاسبة واتخاذ خطوات جادة لإعادة الثقة للمواطنين في مؤسساتهم.

الاستمرار في تجاهل هذا الوضع يعني مزيدًا من الفوضى وتبديدًا لمجهودات الدولة. الذي يعكس الصورة التي يتم الترويج لها ويحطم آمال ساكنة مدينة أكادير في الحصول على متنفس حضري يحترم كرامتهم وحقوقهم.
منتزه الإنبعاث وغيره من المشاريع الملكية التي طالها الإهمال يحتاج إلى خطة إنقاذ عاجلة، فهل يتحرك المسؤولون؟.

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *