ماء العينين : متى تقتنع حكومة أخنوش بأنها حكومة وليست شركة؟

أخنوش والبداية الخاطئة لتعلم السياسة…

المكلفون بالكوتشينغ لدى رئيس الحكومة، أقنعوه أنه يستحيل أن يسمعه الناس إلا إذا تكلم عن العدالة والتنمية. لذلك حاول أن يشرب لبن السباع وأن يتلُوَ بنبرة أرادها أن تكون سياسية، ما كُتب له بالدارجة مهاجما العدالة والتنمية وهو واع تمام الوعي أن هناك آلة ضخمة لا يحركها إلا الهجوم على العدالة والتنمية حتى لو كان في موقع المعارضة بمجموعة نيابية أرادوا أن تكون صغيرة من حيث الحجم، لكن امتدادها السياسي ظل متجاوزا لما توقعوه من حدود، وهو ما يفسر انفعال رئيس حكومة الذي عرفه المغاربة باردا سياسيا، حاضرا ومتفاعلا ماليا واستثماريا حتى تربع على عرش لائحة فوربس لأثرياء المغرب الذي يقول عنه أنه بدون موارد.

رئيس الحكومة يعرف أن ملايينه لم تفلح في إقناع الآلة التي بدأت تصدأ، وكل ذلك الطابور الخامس الذي أصابه الكسل بالتطبيل لمنجزاته الوهمية بالحماس الذي يريده، ما سيعيد تنشيط السمفونية هو انتقاد العدالة والتنمية.

ما فيها باس، غير أن كَتَبة رئيس الحكومة أوقعوا المسكين في تناقضات لا قبل له بها، فقد هاجم حكومة العدالة والتنمية بسبب رفع الدعم عن المحروقات، وعاد ليؤكد بنفسه أن الدولة لا إمكانيات لها لإعادة الدعم وأن الميزانية ستكون مثقوبة( بتعبيره). إنه يعترف بصوابية قرارٍ ينتقده، مع العجز عن تفعيل مقترحات تسقيف الأسعار أو مراقبتها وتحديدها بقانون، أو إحداث هيئة مستقلة للتقنين والمراقبة ما دام مجلس المنافسة الذي حرصت حكومات العدالة والتنمية عل أن يقوم بأدواره بعد التحرير، أقبره لوبي الحروقات الذي يتزعمه رئيس حكومتنا الذي يبيع لنا المحروقات بأثمنة خيالية في محطاته بصفته تاجرا، ثم يبكي معنا (أو يضحك علينا) في البرلمان بصفته رئيسا للحكومة.

أما التصريح الفضيحة بكون حكومة العدالة والتنمية التي ظل شريكا أساسيا فيها على مدى ولايتين، قد تعمدت إخفاء وقف خط الغاز المغاربي الرابط بين الجزائر واسبانيا، فينُم عن قلة النضج السياسي.

نلتمس من كتبة رئيس الحكومة والمكلفين بكوتشيغ سيادته ألا ينصبوا له فخاخا تواصلية في قضايا استراتيجية حساسة وعلى رأسها علاقتنا بجيراننا، هذا ميدان لا يصلح لتعلم السياسة والمزايدة والبوليميك، وما على رئيس الحكومة إلا أن يتصل بالسيدة بنخضرا زميلته في الحزب- الشركة الذي يترأسه، لتخرج بتوضيح للمغاربة ينتصر للمغرب ومصالحه الإستراتيجية خاصة وأن الدولة المغربية تؤكد في كل مرة عدم تأثرها بوقف الأنبوب…. واش بحال هادشي كيكون فيه الإخفاء وكاشكاش؟؟؟

أما أن يَطلب من بوانو الاتفاق مع رئيسه والعودة إليه لتفعيل قرار مفترض، فإن لاوعي رئيس الحكومة لم يتخلص من عقدة الرئيس…رئيس بوانو.
عموما ، المغاربة لا يهمهم اليوم انتقاد حزب في المعارضة، ما يهمهم فعلا هو الوفاء بوعود الزيادات في أجور رجال ونساء التعليم وغيرهم، توزيع الدعم المباشر على المسنين وغيرهم، خلق مناصب حقيقية للشغل بدل الإلتهاء بالتسويق…

وعلى ذكر التسويق، متى تقتنع حكومة أخنوش أنها حكومة وليست شركة؟.

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *