بوتفليقة يعترف بمغربية الصحراء في حوار مسرب مع الصحفية “جيزيل خوري”
شارك
حقائق24 متابعة
بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية بالجزائر عام 1990، خص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الصحفية “جيزيل خوري”، بحوار تحدث فيه عن النزاع المغربي الجزائري، حول الصحراء، كما تطرق فيه عبد العزيز بوتفليقة لموقفه الواضح من قضية الصحراء، حيث كشف خارج سياق تسجيل الحوار بأن “الصحراء أرض مغربية، وأنه لايمكن أن ينكر حقيقة أثبتها التاريخ”.
بعد انتهاء تسجيل، قيل بأن الرئيس بوتفليقة، ألح على عدم نشر نص الحوار، وأنه لم يكن ليقبل أصلا بإجراء الحديث الصحفي، لولا الحب والاحترام الذي يكنه للصحفية الجميلة الآنسة “جيزيل خوري”، والمعروفة في الوطن العربي بعملها الصحافي المهني. إليكم الحوار كاملا:
سؤال: ماهو موقفكم من قضية الصحراء؟ هل المغرب يملك حقوقا في هذه الأرض؟
بوتفليقة: إن الصحراء أرض مغربية عبر التاريخ، وعبر مختلف الأجيال من الأب إلى ابنه، ولا يمكنني أن أنكر ما أثبته التاريخ. لكن وبصفتي رئيسا لدولة الجزائر، فمن الواجب علي أن أرفض، وأن أعترض على هذه الحقيقة التاريخية الصارخة، وأن أدعم البوليساريو لأسباب سياسية صارمة.
سؤال: لماذا؟ هل تلمحون إلى أن موقفكم هو التواطو مع هذه الجبهة المعادية للمغرب؟
بوتفليقة: إنني لا أتملق لأحد عزيزتي جيزيل، فالسياسة رحلتي ووظيفتي، لكن الحقيقة توجد ضمن ثنايا قوات الجبهة، فلدي أصدقاء أضع فيهم ثقة عمياء، ويعتقدون أن من مصلحة الجزائر أن تعتمد مثل هذا الموقف العدائي تجاه المغرب في قضية الصحراء، وبالتالي أجد نفسي ملزما بالوقوف إلى جانبهم في هذا الإطار.
سؤال: أنت رجل سياسي. فما هو السر وراء هذا العداء الذي تكنه لقضية الصحراء المغربية، بغض النظر عن تجربتكم الطويلة واطلاعكم على التاريخ، الذي يؤكد هذه الأطروحة؟
بوتفليقة: سأبوح لك بسر أطلب عدم نشره. فبكل صدق، أوكد لك أن الصحراء أرض مغربية، والعالم بأكمله سيعترف في نهاية المطاف بهذه الحقيقة، لأن التاريخ بكل بساطة قد أثبت ذلك، والحق يبقى حقا مهما حاولت الدوس عليه وإخفائه، لاسيما إذا أخدنا بعين الاعتبار أن البوليساريو لم تمتلك أية شرعية وأية وسائل، ولاتشكل أي كيان. إن شائعة وجود البترول في منطقة الصحراء لا أساس لها من الصحة وستختفي مع الوقت. إنني أعرف الصحراء جيدا، شبرا بشبر، ولو كانت المنطقة تعج بالنفط، لو جدت الشركات المتعددة الجنسيات تتنافس عليها وعلى حقوق استغلال ثرواتها.
سؤال: إذا سلمنا بهذا الأمر، ومادمت تقر بحق المغرب في صحرائه، لماذا تتمادى في معارضة ومعاداة المغرب، وهي الدولة التي حاولت طرد المستعمر الاسباني بالوسائل السلمية؟ لماذا كل هذا العداء تجاه دولة وقفت إلى جانب الجزائر من أجل الحصول على استقلالها؟ هل نسيتم أن الجيش المغربي لعب دورا مهما وفاعلا في كفاحكم من أجل الحصول على الاستقلال؟ فالتاريخ لن ينسى ذلك، حتى لو كنت ستفعل ذلك أنت .
بوتفليقة: إن الموقف تجاه المغربي يكبرني وفوق إرادتي، لأنني لم أملك سلطة القرار.
سؤال: لكن أنت رئيس الجزائر؟
بوتفليقة: إن هذا شأن سياسي كبير لا أملك حياله أي سلطة قرار، لذلك أرجوك آنسة جيزيل أن تغلقي هذا الموضوع.