ثقافة وفن

مواسم كناوة بالصويرة : بين الأصالة واستغلال التقاليد

حسن اهوم / الصويرة

منذ عقود، لم تقتصر مدينة الصويرة على إقامة ليالي گناوة فحسب، بل أصبحت رمزًا للحفاظ على هذا الثرات الثقافي العريق من جيل إلى جيل، حيث تُعتبر هذه التقاليد جزءًا لا يتجزأ من إرث الأجداد وتراث البلاد.

في السنوات القديمة، كان يخرج نخبة من الأتباع في جولات بين أزقة المدينة يقدمون الهبات والصدقات للزوايا، مرتدين بلباسهم الفلكلوري المميز، وخصوصاً اللونين الأحمر والأزرق.

ومن بين أبرز الطقوس كانت “الليلة الكناوية” التي تنطلق بمراسم “العادة”، وتتضمن فترة الكويو والنقشة وأخيرًا “الملوك”، حيث يرتدي المريدون أزياء خاصة ترمز إلى الملوك، ويتجلى في هذه الطقوس اندماج عميق مع الإيقاعات والألوان.

لكن مع مرور الزمن، بدأت بعض الزوايا في استغلال هذه المناسبات الروحية والثقافية لأغراض ربحية، فأصبحت هذه الاحتفالات تخصص لشرائح معينة من السكان بدلاً من أن تكون للجميع، مما يمثل تحولًا في الأهداف والروح الأصلية لهذه المناسبات.

على الرغم من ذلك، تظل مدينة الصويرة محافظة على تراثها الثقافي والفني، حيث تعتبر واحدة من أكثر المدن توفراً على المعلمين والفنانين الكناويين، مما يؤكد على التزامها بالأصالة والقيم التقليدية.

ومع ذلك، لا يمكن تجاهل التهميش الذي يواجهه الفنان الگناوي الصويري، حيث يعاني من قلة الدعم والاهتمام بفنه ومساهمته في المحافظة على هذا التراث الثقافي القيم، بالإضافة إلى استغلال طاقته الفنية وتفضيل بعض الفئات على أخرى في المحافل المحلية والوطنية والدولية.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى