حنان واهبي
من المفترض أن تكون العطل المدرسية فرصةً للراحة والاسترخاء بعد أسابيع طويلة من الدراسة والواجبات المدرسية، غير أن هذا الهدف يبدو بعيد المنال بالنسبة لكثير من الأطفال وأسرهم. فالواجبات المنزلية التي تُكلَّف بها التلاميذ خلال العطل تحوّل هذه الفترة من وقتٍ للاستجمام إلى أعباء إضافية، ما يُثير جدلاً بين أولياء الأمور والمربين حول جدوى هذه المهام وأثرها على الأطفال.
الآباء وآراؤهم المتباينة
يختلف الآباء في آرائهم حول الواجبات المنزلية خلال العطل. فالبعض يرى أن هذه التمارين تحافظ على اتصال الأطفال بالدراسة وتمنعهم من الانقطاع عنها تمامًا، إذ يعتبرون أن التكرار والممارسة المستمرة هي مفتاح النجاح. ويشير هؤلاء إلى أن مثل هذه التمارين تسهم في تثبيت المعلومات وتقوية المهارات التي تعلمها الأطفال خلال الفصل الدراسي.
على الجانب الآخر، هناك فئة من الآباء تعتقد أن العطلة المدرسية يجب أن تكون مخصصة للراحة التامة، حيث يمكن للأطفال قضاء وقت ممتع برفقة العائلة أو في ممارسة أنشطة تعزز من إبداعهم وتنمية مهاراتهم الشخصية. ويعتبر هؤلاء الآباء أن الواجبات المنزلية خلال العطل تكسر برنامج الأسرة وتقيّد حرية الأطفال وتؤثر سلبًا على حماستهم للدراسة، إذ يُحرم الطفل من قضاء وقت ممتع وتجديد طاقته للعودة إلى مقاعد الدراسة بروح جديدة.
بين التعليم وحق الطفل في الراحة
من منظور تربوي، يرى بعض المختصين أن الواجبات المدرسية خلال العطل قد تكون مفيدة إذا ما تم تحديدها بقدر معقول، بحيث تحافظ على تواصل الأطفال مع المناهج التعليمية من دون إثقال كاهلهم. ومع ذلك، يؤكد آخرون أن الضغط المفرط على الأطفال، خاصة في سن صغيرة، يمكن أن ينعكس سلبًا على صحتهم النفسية وعلى علاقتهم بالمدرسة والتعليم عمومًا.
إن الحل الأمثل قد يكون في إيجاد توازنٍ بين الترفيه والتعلم خلال العطلة المدرسية. إذ يمكن للمعلمين تخفيف كمية الواجبات أو تصميم أنشطة تعليمية ممتعة، مثل قراءة القصص أو المشاريع البسيطة التي تجمع بين التعلّم والمرح، مما يُبقي العطلة وقتًا للراحة بعيدًا عن أجواء القلق والضغوطات التي غالبًا ما تصاحب أيام الدراسة.