يؤكد رئيس الحكومة المغربية الأسبق عبد الإله بنكيران -الذي حلّ ضيفا على قناة الجزيرة في برنامج “المقابلة”- أن لديه فلسفة لا يتفق آخرون معه بشأنها، فهو لا يؤمن بمقولة إن “الإسلام هو الحل”.
وفي هذ السياق، يعتبر أن مقولة “الإسلام هو الحل” تحتوي على تناقض، ويتساءل “لماذا الإسلام هو الحل؟ ومشاكل الناس تتعلق بالسكن والتعليم الجيد والخدمات الصحية الجيدة وغيرها من المطالب..”.
ويعارض مسألة أن الإسلاميين بإمكانهم أن ينازعوا على السلطة ويحكموا بالشريعة الإسلامية، وهذا في نظره “طريق مسدود”، و”ما يقوله الإسلاميون ليس هو ما يدعون إليه: الإسلام هو الحل”.
ويرى أن الإسلاميين وقعوا في خطأ آخر عندما أوّلوا ما وقع لهم في سبيل طلب السلطان بأنه ابتلاء في سبيل الله، ويقول إن ذلك منعهم من أن ينتبهوا لأخطائهم.
وشدد رئيس الحكومة الأسبق على أن دور الإسلاميين ليس طلب السلطان والحكم، مدللا على موقفه بالقول “لم أجد في القرآن الكريم ولا في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم شيئا يسمى طلب السلطان أو الحكم”، ولفت إلى أنه لم يجد سوى قول الله عز وجل “إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت”، أي أن دور المسلم هو أن يساهم في الإصلاح.
وتطرق بنكيران في حديثه لبرنامج “المقابلة” إلى موضوع التطبيع بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي في العاشر من ديسمبر2020.
ويقول في رده على سؤال بشأن توقيع حزب إسلامي (حزب العدالة والتنمية) على اتفاق التطبيع، “فوجئنا كما فوجئ العالم كله بتوقيع سعد الدين العثماني (رئيس الحكومة وقتها) ولم يكن عند أحد منا علم وأنا شخصيا لم أكن أعلم”.
ومن جهة أخرى، وصف بنكيران عملية “طوفان الأقصى” بأنها “هدية من الله عز وجل”، لأن “القضية الفلسطينية كادت أن تنتهي والمسجد الأقصى كاد أن يضيع”، واعتبر أن دروس طوفان الأقصى لا تنتهي.
كما استعرض بنكيران مساره السياسي الذي بدأ في الستينيات والسبعينيات، حيث استهل هذا المسار في صفوف اليسار، ثم التحق في العام 1976 بتنظيم “الشبيبة الإسلامية”، التي انفصل عنها في العام 1981، ليؤسس رفقة آخرين “الجماعة الإسلامية”، ومن الذين كانوا معه محمد يتيم وسعد الدين العثماني وعبد الله بها، وصولا إلى تأسيس “جمعية الجماعة الإسلامية” عام 1983.