مهرجان تيسة للفروسية بإقليم تاونات يأتي هذه السنة في إطار إبراز وتعزيز مكانة هذا المهرجان جهويا ووطنيا. فهذا المهرجان يعد من أعرق المهرجانات المغربية التي تبرز مدى تعلق وشغف المغاربة بالتراث والتقاليد التي تنهل من الفرس القيم العربية الأصيلة. كما يشكل هذا المهرجان موسما ثقافيا يمتزج في نشاطاته عبق التاريخ المغربي المجيد بنتاج حاضره الزاهر.
الدورة الرابعة والثلاثون لمهرجان تيسة للفروسية المزمع تنظيمها ما بين 28 نونبر و01 دجنبر 2024 يريدها المنظمون أن تزكي العمل المتواصل للحفاظ على استمرارية هذا المهرجان وتطوير مستوى أداء الجمعية المنظمة في أفق النهوض برياضة الفروسية التقليدية كرمز للذاكرة الثقافية المغربية وتوريثها للأجيال القادمة حفاظا على المعالم التراثية المحلية وما تحمله من مكاسب وتجارب.
فيوما بعد يوم، يتأكد بأن مهرجان الفروسية بتيسة، الذي ينظم بدعم وشراكة مع وزارة الداخلية، عمالة إقليم تاونات، مجلس جهة فاس مكناس، مجلس إقليم تاونات، جماعتي تيسة وسيدي امحمد بن لحسن، مجالس جماعات دائرة تيسة، وكالة تنمية أقاليم الشمال والغرفة الفلاحية بجهة فاس مكناس وبتعاون مع الشركة الملكية لتشجيع الفرس، جمعية سفير للثقافة والتنمية وجمعيات المجتمع المدني بتيسة وغيرهم من الشركاء الإعلاميين الوازنين، أصبح هذا المهرجان رقما أساسيا ضمن خريطة المهرجانات الجهوية والوطنية المنظمة عبر تراب جهة فاس مكناس.
وسعيا للبحث عن الخلف، وحرصا على استمرارية هذا الموروث الثقافي الأصيل وانتقاله من الرعيل الأول إلى الجيل الصاعد، تم اختيار شعار: “التبوريدة، إرث الأجداد يتوارثه الأحفاد” لفتح النقاش حول أنجع السبل لتلقين الصغار التقنيات المرتبطة بمجال الفروسية والتعامل مع الفرس.
مهرجان الفروسية بتيسة يعتبر من أقدم وأعرق المهرجانات التراثية بالمغرب. فقد دأبت قبائل الحياينة على تنظيم ألعاب الفروسية التقليدية منذ عقود خلت، خاصة عند احتفالهم بموسم الولي الصالح سيدي امحمد بلحسن، ليصبح بعدها مهرجانا سنويا يحتفي بالخيول العربية والبربرية على حد سواء، ناهيك عن الدور المحوري الذي أصبح يلعبه في التعريف بالمؤهلات الفلاحية والتراثية والسياحية التي يزخر بها إقليم تاونات عامة، خصوصا في مجال تربية الخيول العربية والبربرية بإعتبارها جزء لا يتجزأ من التاريخ والهوية الثقافية المحلية لتيسة والذاكرة الجماعية لمنطقة الحياينة ككل.