تعكف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التابعة للدرك الملكي، منذ أسبوع، على التدقيق في مشاريع ونفقات، يشتبه في أنها عرفت اختلاسات كبيرة وتبديدا للمال العام، سيما أن بعضها لم ينجز، بينما أخرى تمت برمجتها غطاء للإعداد لزيارة ملكية لم تكتمل، إذ ألغيت لأسباب مجهولة.
وأجرت عناصر الشرطة القضائية التابعة للدرك الملكي أبحاثا ومعاينات معززة بصور، للوقوف على حجم الاختلالات التي رصدتها شكايات، وفعلها الوكيل العام للملك لدى استئنافية الرباط.
ويتحسس مسؤولون بجماعة سيدي علال البحراوي التابعة لإقليم الخميسات، رؤوسهم، سيما أن مساطر الاستماع شملت في المدة الأخيرة عددا من الأشخاص، ضمنهم منتخبون وموظفون ومقاولون، للوقوف على ملابسات تمرير الصفقات، وأسباب عدم إنجاز بعضها والاختلالات التي شابت أخرى.
ويتعلق الأمر وفق إفادة مصادر متطابقة بأغلفة مالية خيالية تم تمريرها إلى المحظوظين، في إطار الإعداد لزيارة ملكية كانت مبرمجة في رمضان من 2018، إلا أن النشاط الملكي ألغي لأسباب غير معروفة، إذ كان منتظرا تدشين جلالة الملك لمركز إيواء المتشردين ومشاريع أخرى.
وعرف الملف آنذاك أبحاثا تمهيدية في مارس 2021، إلا أنها توقفت دون سابق إنذار، قبل أن تستأنف بحر الأسبوع الماضي، وتنتقل عناصر من الضابطة القضائية التابعة لثكنة شخمان، إلى منطقة سيدي علال البحراوي، قصد التحقق من مختلف المضامين الواردة بأربع شكايات تم ضمها لبعضها، والتحقيق في الاختلالات والاختلاسات والتلاعب في الصفقات.
ويجري في الآن نفسه البحث في مختلف الصفقات الوهمية، التي برمجت عبر سندات مباشرة، استفاد منها شخص يعد شريكا لرئيس الجماعة في مشروع تجاري، فرغم تضارب المصالح مرر له أموالا، ضمنها غلاف لتموين التغذية، رغم أن الزيارة لم تتم، وكانت مبرمجة نهارا في رمضان.
كما تقارن عناصر الفرقة الوطنية بين مختلف سندات الطلب وتجري معاينات للتحقق من مدى إنجازها على أرض الواقع، إضافة إلى اختلالات همت طريقا تربط بين الطريق الوطنية رقم 6 ومركز لإيواء المتخلى عنهم، والتي أنفقت عليها أغلفة مالية، رغم أنها تنتمي إلى تجزئة سكنية.
ولن تتوقف أبحاث الدرك عند النفقات التي تمت تحت غطاء الزيارة الملكية، بل ستتعداها إلى كل ما جاء في شكاية حقوقي، مرفوعة عن طريق محام إلى النيابة العامة، وضمنها عيوب وتلاعبات مست السوق الأسبوعي ومشروع المركب التجاري وشارع الإمام الغزالي، وهي مشاريع التهمت الملايير وبعضها توقف أو ظهرت به عيوب خطيرة.
الصباح-