عامل تارودانت يوبخ “المودن “بسبب غلاء فواتير الكهرباء.
في ظل غياب تام للتواصل من طرف الشركة الجهوية متعددة الخدمات “سوس ماسة”، ومع تزايد شكايات المواطنين حول غلاء غير مبرر لفواتير الكهرباء، يعيش سكان إقليم تارودانت حالة من الغضب والاستياء بسبب تجاهل مطالبهم المتكررة. عدد كبير من الزبناء فوجئوا بفواتير تجاوزت أرقامها المعتادة بشكل كبير، بينما اكتفت الشركة بالتقدير العشوائي للاستهلاك دون قراءة فعلية للعدادات بالإضافة إلى فرض رسوم إضافية غير مبررة، مثل “تأجير العداد” و”صيانة الربط”.
وفي نفس السياق، تلقت عمالة الإقليم شكوى رسمية من جمعية حماية المستهلك في أولاد تايمة بتاريخ 20 يناير 2024، أكدت فيها على تزايد حالة الاستياء الشعبي بسبب ارتفاع فواتير الكهرباء بشكل غير مبرر. وأشارت الجمعية في شكواها إلى أن العديد من المواطنين يتلقون فواتير تفوق بكثير استهلاكهم الفعلي، وذلك بسبب اعتماد الشركة على تقديرات عشوائية بدلًا من قراءة العدادات بشكل دوري. كما طالبت الجمعية بتشكيل لجنة تحقيق للنظر في هذه الشكاوى واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حقوق المستهلكين.
لكن ما زاد من تفاقم الوضع هو غياب أي تواصل واضح أو مسؤول من طرف السيد محمد المودن، رئيس المجموعة المسؤولة عن القطاع، سواء مع المواطنين أو حتى مع أعضاء المجموعة ذاتها. بدلًا من ذلك، ركّز السيد المودن اهتمامه على أنشطته واستغلاله للموضوع سياسياً بعقد لقاء حول المجموعة التي يرأسها مع شبيبة حزبه في أيت ملول، متجاهلًا بشكل لافت انشغالات الساكنة ومعاناتهم مع الأزمة، وهو ما أثار استياءً كبيرًا واعتُبر إخلالًا بمسؤولياته تجاه المواطنين.
وأمام هذا الوضع المتأزم، ترأس السيد مبروك تابت، عامل إقليم تارودانت، يوم الخميس 2 يناير 2025، اجتماعًا مستعجلًا بعمالة الإقليم لبحث سبل معالجة هذه الأزمة. حضر الاجتماع رؤساء جماعات الإقليم، والمدير العام للشركة، وأطرها، لمناقشة أسباب هذا الغلاء المفاجئ والتعامل مع الشكايات المتزايدة.
وأسفر الاجتماع عن عدة قرارات تهدف إلى تخفيف معاناة المواطنين، أهمها مراجعة الفواتير التي شهدت زيادات تفوق 25% عن معدل الاستهلاك الطبيعي، واعتماد شركات خاصة لقراءة العدادات بشكل شهري لتجنب الأخطاء الناتجة عن التقديرات العشوائية. كما تم الاتفاق على تنبيه الزبناء عبر رسائل نصية قصيرة (SMS) عند وجود زيادات غير عادية في استهلاك الكهرباء، مع تسجيل أرقام هواتفهم لتسهيل التواصل. بالإضافة إلى ذلك، تم وقف سحب العدادات من الزبناء المتعثرين في الوقت الحالي إلى حين إيجاد حلول عملية للمشكلة.
لكن الأزمة لم تقتصر على إقليم تارودانت فقط، فقد وصل استياء سكان مدينة أكادير أيضًا إلى ذروته. حيث عبر العديد من المواطنين في المدينة عن غضبهم بسبب الزيادات الصاروخية الغير مبررة في فواتير الكهرباء، وهو ما جعلهم يتساءلون عن السبب الحقيقي وراء هذا الارتفاع. المواطنين في أكادير أكدوا أن هذه الزيادات تتزامن مع تراجع الخدمات وجودة الصيانة، مطالبين بالتدخل العاجل لتوضيح الوضع واتخاذ الإجراءات المناسبة.
فهل سيدخل الوالي أمزازي على غرار عامل تارودانت؟ الجواب نتركه لقابل الأيام.