حقائق24 – و.م.ع
كتبت مجلة (فورين أفيرز)، الصادرة عن مجموعة التفكير الأمريكية المؤثرة (كاونسل أون فورين رولايشنز)، أن الجزائر تعاني اليوم من هشاشة مؤسساتية متقدمة، تفاقمت بسبب التأثير المضاعف للجمود، الذي تعرفه مختلف القضايا الداخلية والخارجية، والتي يمكن أن “تلقي البلد في دوامة الفوضى”.
وأبرز كاتب المقال التحليلي، فرانسيسكو سيرانو، أنه “حتى اليوم، ما زالت الجزائر تحت رحمة نظام يتشكل من جهاز عسكري وأمني ونخبة سياسية”، معتبرا أن النظام الجزائري يعمل في ظل وجود “علامات تفكك تدل على فراغ يعم النظام السياسي”.
ولاحظ أن تهاوي أسعار النفط أثقل الاقتصاد الجزائري، وتزامن مع تأثير ارتفاع معدل البطالة، الذي أخذ نفس المنحى التصاعدي ل “الإحباط المتفشي بين المواطنين في مواجهة الطابع المزمن للفساد والبيروقراطية في دواليب الدولة”، لافتا إلى أن هذا المعطى أحيى حركات الاحتجاج الاجتماعية عبر تراب الجزائر.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن “هذه الضغوط تأتي في وقت سيء بالنسبة للنخبة الحاكمة بالجزائر التي تجاهد من أجل وضع تصور وتنفيذ مرحلة ما بعد الرئيس بوتفليقة”، مذكرة بأن هذا الأخير “قلما ظهر في مناسبات عامة، ما دفع بالعديد إلى التساؤل حول الدور الذي يضطلع به في تدبير الشؤون اليومية للبلد”.
وسجل فرانسيسكو سيرانو، الذي زار مؤخرا الجزائر، أن “الجزائريين يعلمون كيف يتم تسيير بلدهم، فالقرارات يتم اتخاذها أولا تحت جنح السرية، ثم يتم تقديمها إلى مجلس الوزراء أو إلى البرلمان من أجل إضفاء الصبغة القانونية والشرعية السياسية عليها”، مضيفا أن “هذا هو الحال منذ الاستقلال”.
وتابع أنه في كل يوم، يتظاهر الجزائريون ضد البطالة والتضخم والعجز في السكن وخدمات أخرى، مبرزا أن المتظاهرين الجزائريين لا يتوفرون على السبل التي تمكنهم من إيصال تظلماتهم، وهي السبل التي تتوفر عليها عادة الأحزاب السياسية والنقابات“.