الصحافة الإيطالية تكذّب تصريحات الوزيرة الحيطي في ندوتها الصحفية

حقائق 24

ما تزال ضجة “النفايات الإيطالية”، تسيل مدادا كثيرا، في الصحافة الإيطالية، وسط صمت مطبق لحكومة الإيطالية، التي يتحاشى مسؤوليها الخروج بتصريحات رسمية، إزاء الجدل حول نفاياتها بالمغرب.

وتغيب من الجانب الإيطالي، أية معطيات رسمية، على الرغم من سؤال البرلماني الإيطالي، من أصل مغربي، خالد شوقي، الذي وجهه للحكومة الإيطالية، بالإضافة إلى سؤال آخر وجهه مستشار من حزب “حركة الخمس نجوم”، طالب فيه من رئيس جهة “كامبانيا، بتوضيحا أكثر حول الموضوع.

وواصلت الصحافة الإيطالية، خوضها في الموضوع، ونقلت أول بأول “ثورة” المجتمع المدني المغربي ونشطاء البيئة ضد “ازبال” بلدها.

ونقلت الصحف والمواقع الإلكترونية، تفاصيل الندوة الصحفية، التي عقدتها الوزيرة، حكيمة الحيطي للرد على اسئلة الصحفيين بخصوص هذا الجدل.

وكتب موقع متخصص في شؤون البيئة، إسمه “رينوفابيلي” عن كون مقاربة وزيرة البيئة المغربية للموضوع  في ندوتها “لم تكن مقنعة”.

وكتبت :”فبعد أيام من المعلومات غير الكافية والبيانات المتناقضة، حاولت الوزيرة، التي تركت وحيدة في هذه المعركة من طرف الحكومة، التي لا تريد تلطيخ  صورتها على بعد أشهر على الإنتخابات-(حاولت) الإجابة عن أسئلة كثيرة ظلت عالقة، لكنها لم تقدم أجوبة تطمئن الناس على النفايات السامة لـتافيرنا ديلري”، يقول الموقع.

وتحت عنوان “ثورة في المغرب ضد النفايات القادمة من كامبانيا”، كتبت  اليومية الإقتصادية الأكبر،  في إيطاليا “إل صولي 24” (الشمس على مدار 24 ساعة)، عن كون المغرب يشهد ما شهدته إيطاليا في مرحلة تاريخية، مضت تميزت باحتجاجات ضد منح الرخص لمصانع تحرق النفايات وتنفت الغازات السامة في الجو.

اليومية ذاتها، تحدثت بعبارات واضحة عن  النفايات التي مصدرها جهة  “كامبانيا”، مكذبة بذلك كلام الوزيرة المغربية، كريمة الحيطي، التي قالت أن “النفايات قادمة من مدينة بيسكارا، التي تقع في جهة أبروتسو”.

وبيسكارا، حسب الصحيفة، هي المدينة التي تحتضن المقر الإجتماعي لشركة DECO spa  التي تملكها عائلة Di Zio ، التي قامت بتعليب النفايات التي تحمل ملصقات تحمل إسم الشركة  وتاريخ تعليبها، وهي التي أشرفت على تصديرها يوم 17 يونيو 2016 ، إنطلاقا من ميناء يسمى “أورطونا” على متن باخرة تحمل العلم الهولندي، وتبعد الشركة عن الميناء بحوالي 30 كيلومترا.

والتزمت الشركة المصدِّرة، الصمت، وفضلت عدم الرد، على أسئلة الصحفيين التي تقاطرت عليها من صحفيي كبريات الصحف الإيطالية.

وحاول بذلك، موقع “اليوم 24″، الإتصال بالشركة عدة مرات لكن الموظفة المكلفة باستقبال المكالمات، رفضت الخوض في الموضوع، وطلبت إرسال الإستفسارات عبر إيمايل. وهو ما استجاب له مراسل “اليوم24″، لكن دون جدوى.

من جهته، تحدث موقع “فان باج” عن  ما أسماه “تصريحا مثيرا” لرئيس أحد  أكبر الشركات الإيطالية، في ميدان الطاقات المتجددة وتسيير النفايات، وهي شركة “A2A”  (عبارة عن هولدينغ لأربع شركات كبرى، برقم معاملات يفوق 6500 مليون أورو).

ويقول “جوفاني فالوتي”، رئيس هذه  الشركة العملاقة :”هل تظنون أن الطريقة التي يتم بها التخلص من نفايات أتشيرّا في المغرب تضمن الإستدامة Sustainability؟ إننا نعتقد انه يجب مناقشة الأرقام والنتائج العلمية ..والإبتعاد عن إستغلال الجدل لأغراض سياسية إنتخابية…”.

وتوجد بلدة “تشيرّا’” في منطقة تافيرنا ديل ري،  بجهة كامبانيا، التي تحتضن ملايين الأطنان من الأزبال).

وردا على تصريح وزيرة البيئة المغربية، التي قالت أن وزارتها تطلب وثائق تفيد بغياب صلات بين الشركة التي تتعامل معها والمافيا، نقلت صحف إبطالية، عن خبراء اقتصاديين إيطاليين، “صعوبة إمكانية تحديد إن كانت للشركات التي تصدر النفايات لحرقها، لها علاقات  بالمافيا أم لا، لأن علاقات هذه الاخيرة جد متشعبة وجد معقدة وتتسلل في قطاعات إقتصادية حيوية  كثيرة يصعب ضبطها، رغم مجهودات القضاء والسلطات التي تعلن بين الفينة والأخرى تفكيك بعض منها وغالبا ما يكون ذلك بمساعدة عناصر سابقة في المافيا ثائبة وتريد التعاون مع القضاء”.

وتحدثت تقارير صحفية مختلفة، عن كون كمية الـ2500 طن، التي وصلت المغرب، هي “الشحنة الأولى من الخمس ملايين طن من النفايات التي كانت ستتوجه إلى البلد على مدى الثلاث سنوات المقبلة، ونصف كمية النفايات المتراكمة في جهة كامبانيا، والتي تقدر بعشرة ملايين طن حسب دراسة لجمعية بيئية تدعى ليغا أمبيينتي”.

وفي الوقت التي تدافع فيه جهات داخل المغرب، عن هذه النفايات، تتخوف جهات داخل إيطاليا نفسها، من هذه النفايات، وتحاول بذلك، عرقلة دخولها إلى أراضيها.

وتتنافس المجالس الجهوية، في إقرار قوانين تصب في هذا الإتجاه.

وفي هذا الإطار إحتجت جهة “لومبارديا”، على رفض المحكمة الدستورية لضريبة جهوية مرتفعة  فرضتها إدارة الجهة، على كل من يريد إدخال نفايات إلى أراضي جهة “لومبارديا”، واستقدامها من جهة أخرى داخل إيطاليا.

وقال مسؤول البيئة، في الجهة في تصريحات صحفية “روما تريد أن تجعل من لومبارديا مزبلة إيطاليا، وفوق هذا مجانا..”

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *