العثماني : البيجيدي ليس حزبا إسلاميا وبناء الدولة الإسلامية لا مكان له في المغرب

hk

جدد سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية رفضه لتوصيف “الإسلاميين”، الذي يطلق على حزب العدالة والتنمية. وقال العثماني، الذي كان يتحدث قبل قليل أمام مناضلي شبيبة العدالة والتنمية، ضمن فعاليات الملتقى الوطني الحادي عشر، المنظم في مراكش، إن حزب العدالة والتنمية ليس حزبا إسلاميا، بل حزب سياسي بمرجعية إسلامية.

وأوضح العثماني، أن بناء الدولة الإسلامية لا مكان له في المغرب، “فالدولة الإسلامية تأسست منذ بايع الأمازيغ المولى إدريس الأول، فضلا عن كون ملك المغرب أمير المؤمنين “فلماذا ندعو إلى تأسيس دولة إسلامية إذن؟”، يتساءل العثماني، مضيفا أن المطالبة بذلك معناه أن الدولة المغربية ليست إسلامية، وهذا غير صحيح.

وقال العثماني الذي كان يتحدث رفقة المفكر المصري سليم العوا، إن تجربة “الإسلاميين” في المغرب، تجربة بلد وشعب ووطن وليست تجربة فصيل أو حزب.

وخاطب العثماني شباب حزبه “تصوروا لو أن إدريس الأول لم يأت إلى المغرب، مبرزا أنه لو لم يأت لتغير جزء كبير من تاريخ المغرب، وتصوروا لو أن المغرب لم يتبن التعددية السياسية عام 1959″، التي ينص عليها في ظهير الحريات العامة، لما كان على ما هو عليه اليوم، يؤكد العثماني.

وأضاف وزير الخارجية السابق، مخاطبا، شباب حزبه “هذا السياق يجب أن نستحضره جيدا، فتجربتنا تجربة وطن، وليست للإسلاميين، نحن مغاربة ونعتز بها، ويمكننا أن نرفع رؤوسنا عاليا، لأننا مغاربة قبل أن نعتز بشيء آخر.

وأردف العثماني أن التجربة المغربية خاصة وبنت سياقها وظروفها، وليست نسخة لتجربة أخرى، مضيفا أن التجربة الحكومية الحالية جاءت نتيجة إفراز لسياقين عام وخاص، فبعد الحراك الثوري في تونس ومصر، حدث حراك في المغرب قادته حركة 20 فبراير، مبرزا أن تجاوب الملك محمد السادس مع الحراك المغربي في خطاب 9 مارس، جعل التجربة المغربية تأخذ مسارا مخالفا لما سار عليه الأمر في تونس ومصر، حيث جاء خطاب بنعلي مليئا بالتخوين للشعب والحديث عن المؤامرة وهو الأمر نفسه الذي تبناه الرئيس المصري آنذاك حسني مبارك.

وعاد العثماني للحديث مرة أخرى عن علاقة الدين بالدولة في المغرب، معتبرا أن المغرب ليس دولة دينية وإنما مدنية حديثة، لكنها لا تهمش الدين ولا تعاديه، مؤكدا أن من حسنات المغرب أن الدولة إسلامية والملك أمير المؤمنين.

وزاد العثماني مفصلا في علاقة الدين بالسياسة، أن السياسة اجتهاد بشري ومنطقة العفو والمباحات فيها واسعة عكس العبادات التي تم تفصيلها في القرآن والسنة، مضيفا أن الصحابة عندما أرادوا اختيار خليفة لهم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم استدلوا بالفعل السياسي، ولم يعودوا إلى النصوص الدينية، بل دعا بعضهم إلى مبايعة خليفة من قريش ليطيعه أغلب المسلمين، لأن قريش كانت تشكل الأغلبية.

 

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *