“شرارة الإقالة” تصل بيت الرئيس الأسبق للتوحيد والإصلاح

hamdaoui3_200869142

حقائق24- متابعة 

طارق بنهندا لهيسبريس

يبدو أن البيت الداخلي لحركة التوحيد والإصلاح، التنظيم الإسلامي والذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، يأبى في الآونة الأخيرة إلا الاستمرار في الاهتزاز على وقع الإقالات المثيرة، فبعد قضية “بنحماد والنجار”، التي أقيلا على إثرها من منصبي نائبي رئيس الحركة، استفاق “الإخوان” يوم أمس على وقع إقالات مثيرة داخل أسرة الرئيس الأسبق للتنظيم، محمد الحمداوي.

مصادر مقربة من الحركة كشفت لهسبريس أن شرارة الإقالة طالت بيت الحمداوي، الذي زكته الأمانة العامة لـ”حزب المصباح” بشكل مفاجئ وكيلا للائحته الانتخابية بالعرائش، إذ قررت الحركة تنفيذ مسطرة المحاسبة في حق معاذ الحمداوي وزوجته كوثر الشريع، التي كانت تشتغل داخل ديوان رئيس الحكومة، وهما عضوان في الحركة وقياديان سابقان في منظمة التجديد الطلابي، لأسباب تنظيمية وخلافية، لها صلة بشركة خاصة يديرها الزوجان.

وتعود تفاصيل القصة إلى أواخر شهر غشت الماضي، حين نظم فرع حركة التوحيد والإصلاح بالقنيطرة مخيما تربويا بمركز للمهندسين بالدار البيضاء، بشراكة غير موثقة مع الشركة الخاصة التي يديرها معاد وكوثر تحت وسم “القدرات”، وتهتم بالتنمية الذاتية وتأطير وتأهيل الشباب على فنون القيادة، وتستقطب أعدادا معتبرة من أبناء أعضاء الحركة في مدينة القنيطرة.

“إلا أن تضارب برنامج الشركة مع البرنامج التربوي والديني للحركة دفع الحمداوي وزوجته إلى رفض الأخير وكل من اقترحته الحركة لتأطير المخيم”، تقول المصادر، مضيفة أن هذا التوجه أثار استياء عارما في صفوف الحركة، “خاصة أن الشركة كانت تراهن على مثل هذه المحطات من أجل جلب مزيد من المتعاطفين وكسب مزيد من الزبناء”.

وتابعت المصادر ذاتها بأن درجة الغليان الذي أحدثه تداخل البرنامجين “دفع معاد وكوثر إلى التهديد بالانسحاب من المخيم؛ ما أثار بلبلة بلغ صداها مسؤولي الحركة في منطقة القنيطرة، الذين أعدوا تقريرا مفصلا في النازلة”، فيما تأكد لهسبريس أن مكتب المنطقة قرر إقالة أربعة أعضاء، بينهم معاد وكوثر، وتجميد عضوية ثلاثة آخرين، وفق المساطر التنظيمية الداخلية المعمول بها في المحاسبة.

في سياق متصل، تشير المعطيات ذاتها إلى أن الابن الثاني للرئيس الأسبق لحركة التوحيد والإصلاح، مصعب الحمداوي، الذي يقطن باسطنبول التركية، أثار بدوره استياء عارما في صفوف شباب وطلبة من أعضاء الحركة وقياديين سابقين في ذراعها الطلابي، منظمة التجديد الطلابي، إذ توالت شكايات شفوية وكتابية تتهم المعني بعدم أداء مستحقاتهم الشهرية، إثر اشتغالهم كمستخدمين لدى محل يديره يختص في بيع الوجبات التركية قرب “كورنيش” واد أبي رقراق بالرباط.

وتفيد المصادر ذاتها بأن الشكايات تتهم الابن الثاني للحمداوي باستغلال الشباب المذكورين في “مركز قرطبة للدراسات بالخارج” الذي يديره أيضا، ويهتم بتوفير عروض واستشارات للطلبة المغاربة للسفر خارج المغرب، “من أجل جلب طلبة وتلاميذ مقابل نسبة عن أي تلميذ، إلا أنه تنصل أيضا من توفير تلك الحقوق لمستحقيها”.

عبد الرحيم الشيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، أكد في تصريح لهسبريس واقعة إقالة كل من معاد وكوثر، القاطنين بالقنيطرة، من الحركة، موضحا أن القرار صدر من مكتب المنطقة للحركة بالمدينة، “بناء على التجاوزات التي حصلت في المخيم وأشياء أخرى”، فيما نفى خبر إقالة الابن الثاني للحمداوي، مصعب، قائلا: “لا صلة له بكل ما يحصل للحركة هنا، لأنه يقطن في تركيا ولم نتوصل بأي تقرير ضده”.

وتابع الشيخي بأن من حق معاد وزوجته الطعن في قرار الإقالة أمام أجهزة الحركة، معتبرا أن واقعتهما في المخيم تزامنت مع واقعة “بنحماد والنجار”، فيما أكد أن هاتين الواقعتين “لن يؤثرا على مسار الحركة والحزب، فالحمداوي لا يتحمل مسؤولية ما يقع لأبنائه والعكس صحيح”، مشيرا إلى أن قرارات الحركة “تؤكد أن المؤسسة تشتغل وأنها لم تجامل أحدا ولم تراع في ذلك هل هما أبناء قيادي أم لا”، حسب تعبيره.

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *