مفارقات انتخابية

intikhabat

حقائق24- عبدالحق كنيدي

طالب جامعي بمسلك اللغة والآداب الإسبانية

من الآن فصاعدا، ستلتقون مع أناس بأقنعة أشرف خلق الله. سوف تجول كل شبر من مدننا من أجل الاستفسار حول حال الطبقة الكادحة بمختلف أنواعها، سوف توهمكم بأنها أرسلت من أجل تغيير حالكم إلى الأفضل، لكن شريطة أن تصوتوا عليها في الانتخابات كي تتمكن من زمام السلطة.

وقفة تعريفية لهؤلاء:

قبل الانتخابات ستلاحظون أن هذا النوع من البشر ينتمي في غالبيته إلى الطبقة الميسورة أو من الأحسن القول البرجوازية، الطبقة التي تمتلك نصف أملاك مدينتكم، والتي لا ترضى عادة أن تتمشى على الأرجل، بل على مختلف السيارات الفارهة المتوفرة على جل شروط الرفاهية و الأمان. الطبقة التي هدفها الوحيد هو جمع المال والوصول إلى أقصى حدود الغنى، الطبقة التي بإمكانها تغيير ولو القليل من تحديات المدينة كمشكل البطالة بانجاز مشاريع تعود عليه بدخل و تساهم بشكل مباشر في التقليل من المشكل السابق. لكن للاسف يقومون بانجاز مشاريع تعود بالربح عليهم فقط كبناء المنازل للكراء و البيع و القائمة طويلة .

ارتداء القناع :

بين ليلة و ضحاها سيتغير كل شيئ ، سيصبح الغني متواضعا حنونا مهتما بأوضاع الفقراء. سيتخلى عن سيارته الفارهة و يتوسل الأرجل من اجل خداع الناس، مصحوبا بثلة من الجاهلين، يشتريهم الغني ب100 درهم، من اجل دعم حملته الانتخابية، يتصل بهم يوميا من أجل التأكد من انحيازهم الى جانبه. سيذهب إلى المناطق المعزولة، ويدق أبواب المنازل من اجل الاستفسار عن احوال الناس  في تلك اللحظة لا يهم لون الانسان ولا سنه و لا حالته الجسمانية و لا نظافته، المهم هو صوته فهو أغلى شيئ فيه. و عند المغادرة يهبهم بضع دراهم كي يصفوه بالكريم و السخي و يعدهم بالمزيد حين ينجح في الانتخابات.

بعد الانتخابات :

سيرجع كل شيئ كما كان في الأول، سيرجع الغني المتواضع الى متعجرف متعاظم بسيارته الفارهة، وسيتنكر لكل ما أولى له اهتمامه خلال الحملة الانتخابية، و لن يرجع بعد ذلك الى المناطق المحتاجة المعزولة حتى تقترب الحملة المقبلة. أما بالنسبة للفائز في الانتخابات فسيعمل على مراكمة ثروته من املاك الشعب دون ادنى مراقبة، و لن يرجع الى حنانه حتى تنتهي ولايته.

 

 

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *