“دجيمي” يكشف بأكادير ظاهرة “الصخور المتكلمة”

rabate-2
حقائق 24
ممتطيا سنام ناقته ضمن “أزلاي/قافلة” نوق الصحراء، يستمر الفنان التشكيلي “الإمام دجيمي” في سبر أغوار ثقافة الصحراء المغربية وعمقها الهوياتي. لقد استطاع هذا الفنان المسكون بعشق الأركيولوجيا أو علم الحفريات أن يكذب القائلين بأن الأحجار والصخور مجرد موجودات جيولوجية صماء لا تنبس ببنة شفة.
فبدعم من وزارة الثقافة وعمالة إقليم السمارة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمجلس البلدي لأكادير وولاية جهة سوس ماسة، نظمت جمعية “المنتدى الوطني لشباب الصحراء” بالمتحف الأمازيغي بمدينة أكادير معرضا فنيا لفنان صحراوي استقر بأكادير منذ أمد بعيد. معرض استعرض فيه “الإمام دجيمي” لوحات فنية وصور فوتوغرافية لمجموعة من الصخور الصحراوية التي جاورها لسنين عديدة بضواحي مدينة السمارة قصد استنطاقها وسبر مكنوناتها الثقافية وسماع شهادتها الحية عن محطات تاريخية عريقة عراقة هذه الصحراء نفسها.
معرض فني جسد بكل تأكيد عصارة البحث الأركيولوجي الذي قام به “دجيمي” على النقوش الصخرية التي تؤثت مجالات شاسعة في الصحراء. إذ تعتبر النقوش الصخرية إحدى أهم الآثار والشواهد المادية الضاربة جذورها في أعماق تاريخ الصحراء المغربية، لتشكل عنصرا أساسيا من عناصر ذاكرة مشتركة تختزل في عمقها علامات تعبر عن التعدد الثقافي الذي بصم هوية المنطقة.
rabate-2
وفي نفس السياق احتضن نفس الفضاء الثقافي مساء أمس الجمعة 23 شتنبر 2016 ندوة حول موضوع: «الجانب الأركيولوجي والجمالي في الفنون الصخرية بإقليم السمارة»، أطرها كل من الباحث الأركيولوجي عبد الخالق لمجيدي والناقد والفنان ابراهيم الحيسن وقام بتسييرها الفنان الإمام دجيمي. وهي الندوة التي شدد فيها المتدخلون على ضرورة التحسيس بأهمية المتروكات واللقى والنقوش الصخرية التي تتعرَّض يوما بعد يوم في الصحراء للتفتت والانقراض والضياع والاندثار بسبب عوامل الطبيعة من جهة، وبسبب عمليات النهب والسلب التي تمارسها جهات برَّانية دخيلة في غياب حماية حقيقية ممأسسة وتصدٍّ واسع لكل اعتداء يمس الذاكرة الثقافية والتاريخية الصحراوية.
أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *