هكذا خسرَ محمد السادس ما يفوق 250 مليون دولار في أربع سنوات

mvi-rachid-lunettes0

 

 

حقائق24

انفردت أسبوعية ‘الأيام’ التي يعتبرها بعض الصحفيين بمثابة Encyclopidia Magharebia ‘ لأنها تتطرق لمواضيع قديمة في حلة جديدة، إلا أن هذه المرة وفي عددها الأخير الموجود في الاكشاك، تطرقت الى موضوع لا زال ساخنا ، سخونة مغادرة المليونير بوهمو للشركة الوطنية للأستثمار SNI ، لتوضح لقراءها أن “الهولدينغ الملكي خسر”ما يعادل 250 مليون دولار في ظرف أربع سنوات.

هي خسارة ليس بالمفهوم الإقتصادي كما يقول الخبير عز الدين أقصبي، ولكنها “خسارة محتملة” حسب تعبير الإقتصادي عثمان كاير، والموضوع يتعلق بكلفة خروج الهولدينغ الملكي من بعض الأنشطة المدرة للربح ولكنها مرتبطة بالمواطن واليومي والمنافسة المباشرة، واختياره انشطة إستراتيجية مثل الطاقات البديلة وضمنها محاولة الفصل ما أمكن بين السلطة والثروة.

وعندما أعلنت الشركة الوطنية للإستثمار وأمونيوم شمال غفريقيا اندماجهما وسحب الاسهم الرائجة في البورصة، كان الجميع يعتقد أنها نهاية مرحلة الشفافية لمؤسسات الهولدنغ الجديد الذي حافظ على إسم SNI، وساد الضن أن مغادرة بناية شارع الجيش الملكي بالدار البيضاء ستقطع مع الشفافية والولوج إلى المعطيات المالية لكبريات الشركات المغربية النضوية تحت لواءSNI…لكن هذا الإعتقاد والظن خاب عندما حافظت الشركات المعنية بعمليات التفويت التي قادتها كوادر الهولدينغ على شفافية التواصل المالي على وجه الخصوص.

كان اختيار التحول الى شركة استثمارية قابضة بعد الإندماج بين “اونا” و”إس إن إي” الشركتين اللثين تستثمران في عدد من الميادين الحيوية بالمغرب، مفاجئا لبعض المتتبعين للساحة الإقتصادية، وام يكن كذلك بالنسبة للقائمين على شأن المجموعة الجديدة، ذلك أنه تم الإعلان عن هذا التوجه منذ سنة 2010، بل إن عملية الإندماج وعمليات التفويت الأولى التي تمت مباشرتها لا تشكل إلا شكلا من أشكال إعادة الهيكلة التي تهدف إلى التحول إلى شركة إستثمار قابضة.

اختارت الشركة الوطنية بداية العام 2010 أن تشرع في تنفيد استراتيجية جديدة قوامها الإبتعاد تدريجيا عن الصناعات الغذائية والخروج من رأسما  كبريات الشركات التي تنضوي تحت لوائها، وكذا كانت “كوسمار” و “لوسيور” و”سنطرال” للحليب على وجه الخصوص على موعد مع فراق اختياري بين هذه الشركات الأشهر غذائيا لدى المغاربة والمجموعة الأم التي احتضنت هذه المقاولة وأسست لمسار نجاحها في المغرب.

وتتجلى أهذاف إعادة الهيكلة المعلن عنها والتي باشرها الهولدينغ في رغبة القائمين على هذه الأخيرة في التطور من مجموعة مندمجة متعددة المهن الى شركة استثمار محضة تمارس مهنة واحدة هي الإستثمار الإحترافي، والإبتعاد عن التدبير العملياتي للشركات التابعة، متوجهة نحو البقاء في رأسمالها كمستثمر مالي، وكذا تبسيط هيكل المساهمات، وتقليص الثقل الإداري المترتب عن إدراج الشركات القابضة في البورصة، والإستجابة لانتضارات المستثمرين الذين يفضلون الاستثمار مباشرة في الشركات العملياتية عبر بيع جزء مهم من رأسمالها لابورصة.

من بين مرامي هذه العملية كذلك كواكبة المقاولات التابعة للمجموعة والتي بلغت مستوى من النمو المستدام في تطوير حكامتها واحتضان المشاريع ذات الوقع الايجابي على الاقتصاد المغربي.

وإذا كانت هذه الإستراتيجية التي نهجتها الشركة الوطنية للإستثمار للتحول إلى مجموعة قابضة قد أدرت على خزينتها ملايير الدراهم، فإن المجموعة فوتت على نفسها أرباحا مالية بملايير الدراهم منذ اعلان انطلاق عمليات تفويت شركات الصناعات الغذائية الي اليوم.

عثمان كاير، الأستاذ بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، يرى أن إمكانية إدراج مصطلح “خسارة” قد يكون واردا إذا ما اعتبرنا أنه ببيع SNI لشركات مدرة للدخل من الصنف الاول تكون قد اختارت أن تخسر كل سنة ما يوازي الحصة المفوتة من الناتج الصافي الذي تحققه كل سنة ما يوازي الحصة المفوتة من الناتج الصافي الذي تحققه كل سنة شركات “لوسيور” و ” كريسطال” و “كوزيمار” و”المركزية للحليب”..وهو ما يسميه الأستاذ كاير، بـ”الخسارة المحتملة”.

مجموعة “كريسطال لوسيور”، التي شهدت تفويت 41 في المائة من رأسمالها بقيمة إجمالية وصلت إلى 1,3 مليار درهم، حققت نتائج مالية مهمة، حيت بلغت الأرباح الصافية لهذه المؤسسة منذ تاريخ الإعلان عن نتائج الإستراتيجية الجديدة للهولدينغ مستويات مغرية بالمتابعة والتحليل، وهكذا بلغت المداخيل أو النتيجة الصافية سنة 2010 زهاء 29 مليون درهم، منخفضة بشكل ملموس لكنها ستعود في العام الموالي لتعويض مليا هذا التراجع بمضاعفة الأرباح الصافية بقرابة أربع مرات، ليصل الربح الصافي إلى 119 مليون درهم، وفي السنة الماضية بلغ حجم النتيجة الخالصة 173 مليون درهم، أي ن الشركة المتخصصة في صناع زيوت المائدة قد حققت خلال أربع سنوات أرباحا صافية مجموعها 474 مليون درهم، وضيعت SNI على نفسها 41 في المائة منها..واو احتفظت الشركة الوطنية للإستثمار بهذه الحصة المائوية، التي فوتتها لمجموعة “صوفيير وتيول”، فإنها ستكون ربحت ما بين 2010 و 2013 ما يناهز 194,34 مليون درهم، أي زهاء سدس مبلغ البيع… الأستاد كاير، المحاضر بجامعة الحسن الثاني، قال إنه من الممكن إدراج هذا الرقم في خانة الخسارة المحتملة، وهي خسارة اختيارية و ما سماه بالإنتقال من الربح المحتمل إلى الربح المضمون…

فيما يعتبر المحلل الاقتصادي عز الدين أقصبي أن SNI اختارت ان تفوت حصصها في هذه الشركات، وكل ما يفوتها من ارباح لا يعتبر خسارة طالما أنها تحصلت على مبلغ البيع، لكنه يعود ليقول إن الأرباح التي تحققها الشركات التي تم بيعها كان بالإمكان تحقيقها تحت ظلال SNI، لذلك فإن هذه الأخير حسابيا، لا إقتصاديا، لا تستفيد من الأرباح المالية التي تحققها هذه الشركات كل سنة.

نفس عملية الخسارة، إذا ما غعتمدنا هذا المبدأ، قد طالت SNI جراء بيعها 65,5 في المائة في مناسبتين من رأس مال المرطزية للحليب، التي حققت خلال أربع سنوات أرباحا صافية مجموعها 1,797 مليار درهم موزعة على سنوات 2010..645 مليون درهم و 2011..458 مليون درهمو 2012…474 مليون درهم و 2013..220 مليون درهم.

وهكذا فإن الشركة الوطنية للإستثمار فوتت على نفسها ربحا صافيا، باعتماد مبدأ الخسارة المحتملة هذا، يقدر بـ 1,177 مليار درهم. SNIخسرت أيضا عندما فوتت حصة 52,5 في المائة من رأس مالها، في الوقت الذي حققت فيه شركة السكر الأولى في المغرب أرباحا صافية مجموعها 2,218 مليار درهم، أي أن الشركة الوطنية للإستثمار خسرت 1,164 مليار ـ موزعة على أربع سنوات. وهكذا فإن عمليات التفويت الثلاث هاته، دون احتساب عملية بيع حصص “بيمو”ن قد تكون فوتت على الهولدينغ المغربي ربحا صافيا يفوق 2,535 مليار درهم.”

عن أسبوعية “الأيام”

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *