يتطلع ملايين الناس عبر دول العالم، ومن بينها المغرب، إلى مراقبة ظاهرة فلكية مثيرة تتمثل في ما يعرف باسم “القمر العملاق”، والذي يحدث عندما يتوافق اكتمال القمر مع وصوله إلى أقرب نقطة له من الأرض، ويتميز هذه المرة بأن اكتماله سيبلغ أكبر حد يسجل له حتى الآن في القرن الحالي.
وللتقرب من هذه الظاهرة الفلكية التي سيشهدها ملايين المغاربة مثل جميع سكان الأرض ليلة الرابع عشر من نونبر الجاري، اتصلت هسبريس بعبد العزيز خربوش الإفراني، وهو معدل وباحث في علم الفلك، والذي أفاد بأن القمر سيكون في نقطة الحضيض، أي أقرب نقطة في مداره حول الأرض.
وأوضح خربوش بأن القمر سيكون على مسافة من الأرض ما بين 350.000 و356.000 كيلومتر، بمعنى أنه سيفصل المغاربة عن القمر مسافة يمكن حسابها وتقديرها على أنها المسافة الفاصلة بين طنجة والكويرة 71 مرة ذهابا وإيابا، مبرزا أن القمر لا يكون عملاقا إلا في حالة الإبدار”.
وأورد الباحث الفلكي بأن العلماء يعتقدون أن هذا “القمر العملاق” هو الأكبر منذ 48 سنة، وبأنه سيكون عملاقا عندما يكون في الحضيض، وهو أقرب نقطة للقمر من الأرض، ويقابل نقطة الأوج، وهو عندما يكون القمر في أبعد نقطة في مداره حول الأرض، ويبلغ متوسط المسافة بين الأرض والقمر 384.881 كلم.
وحسب التقديرات الفلكية العالمية، فإن القمر سيكتمل نوره بعد ساعتين على وصوله إلى أقرب نقطة له من الأرض في مداره، وسيكون ذلك قبل منتصف الليل؛ وهو ما يجعله قمرا عملاقا أكبر مما هو معتاد حجما ونورا”، مضيفا أن شروق وغرب الشمس سيكونان متعاكسين، وبأن القمر في هذا الطور يسمى بدرا لمبادرته الشمس بالشروق ليلا والغروب صباحا”.
وشدد الباحث الفلكي ذاته على أنه “لن يترتب عن رؤية المغاربة وسائر الناس المولعين بالظواهر الفلكية والطبيعية للقمر العملاق أية أضرار بصرية، حيث إن الأمر عاديّ كسائر الأيام الأخرى”، معتبرا أن “هذه آية من آيات الله تعالى مثل الليل والنهار والشمس والقمر”، وفق تعبيره.
واهتمت العديد من وسائل الإعلام العالمية بظاهرة “القمر العملاق”، وذلك بالنظر إلى فرادته وأهمية حدوثه، حيث يتوقع علماء “ناسا” أن العالم لن يشاهد قمرا بهذه الضخامة مرة أخرى إلا بحلول 25 نونبر 2034. وحدثت ظاهرة القمر العملاق بتاريخ 10 غشت 2014، وتكررت يوم 28 شتنبر 2015.
ويحدث في بعض الأحيان أن تتزامن ظاهرة القمر العملاق مع حدوث خسوف كلي للقمر، وآخر تزامن يعود إلى 28 شتنبر 2015، حيث كانت آخر ظاهرة لمثل هذا التزامن حصلت قبل ذلك في سنة 1982، ولن تتكرر إلا عام 2033. وفي مثل هذه الحالة يميل لون القمر إلى الاحمرار، نتيجة تلوث الغلاف الجوي بالأتربة والغبار البركاني.