شهدت مدينة أكادير مساء أمس الجمعة بدار الحي السلام أمسية ليست كالأمسيات، أمسية ثقافية بامتياز”.
هكذا علقت الدكتورة فاطمة الشعبي على حفل افتتاح السنة الثقافية لمؤسسة “مدار الإبداع”. مضيفة أن الأمسية قد “سافرت بنا عبر تاريخ تراثنا المغربي الأندلسي بكل تجلياته الحضارية المتجدرة في عمق التاريخ وعمق الذاكرة المشتركة لحوض البحر الأبيض المتوسط”. واسترسلت أستاذة اللغة والأدب الإسبانيين بجامعة ابن زهر قائلة “كانت أمسية سريالية بكل المقاييس، فأن يكون الفنان مطربا وباحثا ومنقبا أركيولوجيا في الثراث ومحاضرا ومبدعا وسوبرانو!!!! تلكم هي الفنانة سميرة القادري، ابنة مدينة تطوان وابنة الزاوية الشرقاوية ووريثة التراث الأندلسي المغربي التي أتحفت الحضور وأطربت وأفادت وأبهرت”. وأفادت ذات المتحدثة في تدوينة لها أن “كل من حضر يستطيع أن يؤكد بأننا كنا في نفس الآن في تكوين ومحاضرة متميزة للفنان ادريس الملومي من خلال القراءة التي عرّف بها الفنانة سميرة القادري ونوعية الموسيقى التي تغنيها من الغناء الليريكي إلى الغناء العتيق أو الطربي ونوعية الأصوات والخطوط اللحنية والمراوغات والقفلات…
مرورا بتعاملها مع الموسيقار المرحوم مصطفى عائشة الرحماني والذي لم ينل حقه من الإهتمام والإعتراف رغم المستوى العالي لمؤلفاته الموسيقية”.
كيف لا تكون هذه الأمسية بهذا البذخ وهذا الرقي وقد اجتمع فيها الفن بالأدب وبالتاريخ والتراث في كوريغرافيا خطابية أحسن تدبيرها وأبدع أستاذ متخصص في الخطاب والأدب والتراث، الدكتور محمد الخطابي، الأستاذ الباحث بجامعة ابن زهر والفاعل الثقافي بامتياز؟ تواصل القيادية بالنقابة الوطنية للتعليم العالي متسائلة. مشددة في ذات الوقت أن “الفضل كل الفضل في هذه الأمسية الخرافية يرجع بالأساس إلى المؤسسة الثقافية الفتية “مدار الإبداع” في شخص مهندسيها ومؤسّسيها الصديقة ربيعة حيموش والصديق ادريس الملومي.
هذه المؤسسة التي بدأت برنامجها الثقافي بهذه القامة وهذا الشموخ لا يمكنها إلا أن ترقى بالفعل الثقافي المحلي وأن تبعث روحا جديدة لمدينة الإنبعاث إلى جانب كل الفعاليات الثقافية الهادفة والجادّة بهذه المدينة”، لتختم تعليقها بالقول أن “هناك دوما زهر يشق طريقه بين الصخور رغم أنف الجفاف”.