الملك محمد السادس يرسل بنكيران وبوريطة إلى رئيس موريتانيا

benkiranemauritania_588953275

ذكر بلاغ صادر عن الديوان الملكيّ أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، والوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة، قد جرى إيفادهما من لدن الملك محمد السادس إلى رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وأضاف البلاغ الصادر في أعقاب مكالمة هاتفية جمعت ملك المغرب ورئيس موريتانيا: “طلب الملك من رئيس الحكومة تبديد كل سوء فهم قد يكون له تأثير سلبي على العلاقات الممتازة القائمة بين المغرب وموريتانيا”.

وجاء تنقل عبد الإله بنكيران وناصر بوريطة إلى شنقيط، على وجه السرعة وبأمر من الملك محمد السادس؛ في محاولة لوقف تأثيرات التصريحات الصادرة عن الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، التي قال فيها إن “موريتانيا، تاريخيا، هي أرض مغربية”.

ونقلت جريدة “الأخبار”، المقربة من السلطات العسكرية الموريتانية، أن رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران غادر نواكشوط، صباح اليوم الثلاثاء، متوجها إلى مدينة الزويرات؛ حيث ينتظر أن يسافر منها إلى المنتجع الصحراوي للقاء الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.

وقال المصدر الصحافي نفسه، نقلا عن مصادره، إن الرئيس الموريتاني “قرر استقبال رئيس الحكومة المغربية في منتجعه في صحراء تيرس الزمور حيث يقضي عطلته السنوية”، مؤكدة أنهما “سيتباحثان علاقات البلدين، وكذا الأزمة الأخيرة التي أثارتها تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي حميد شباط”.

وضمن تعليقه على الأزمة التي خلقتها تصريحات شباط، اعتبر الحسن بوقنطار، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أنه “عندما تصل المسألة إلى رد فعل من طرف الدولة، فإنه من الطبيعي ألاّ يظل مسؤولو البلد مكتوفي الأيدي”، مستدلا على ذلك ببلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وزيارة رئيس الحكومة إلى نواكشوط.

وقال بوقنطار في تصريح لهسبريس : “إن الهدف إعطاء إشارة واضحة على التزام المغرب بمحددات السياسة الخارجية”، معتبرا أن “مثل هذه الخطوة تريد بها المملكة إطفاء الحريق بأقل الأضرار، والذي يمكن استغلاله من طرف الخصوم”.

“الهدف طمأنة الجوار واستعادة السكينة؛ لأن المواقف التي يتم التعبير عنها في المغرب متابعة إقليمية ودوليا”، يقول بوقنطار الذي سجل أن “التصريحات الصادرة عن شباط ليست عادية؛ لأنها صادرة من مسؤول حزبي كان يترأس تنظيمه الحكومة”، معتبرا أنها “جاءت في ظرفية صعبة لكون المغرب يدخل في معركة العودة إلى الاتحاد الإفريقي”.

بوقنطار نبه، في تصريحه لهسبريس، إلى “ضرورة الابتعاد عن العاطفة والحنين إلى الماضي الذي ولى؛ لأن الذي يحدد العلاقات المغربية هي الشرعية الدولية، والقانون الدولي”، مضيفا أن “المغرب يحترم الوحدة الترابية للدول لكونه مستهدف في وحدته الترابية، وبالتالي لا يمكن أن يكون متناقضا مع ما يدعو إليه”.

وبعدما شدد على حساسية التصريحات الصادرة عن شباط، خاصة في علاقته بإفريقيا، أكد أنها “تصريحات لم تكن ملائمة؛ لأنه لا يمكن إعادة النظر في حدود دولة معينة”، مبرزا ضرورة تجنب التصريحات التي تخلق البلبلة، وتعطي لخصوم الوحدة الترابية الفرصة لاستعمال ذلك سلاحا ضد المصالح العليا للمملكة.

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *