الرأي

معضلة العزوف عن القراءة بالمغرب

l-ecture

حقائق24- أسماء أيت سعيد أولحسن

تعتبر القراءة من أهم وسائل التعلم الإنساني التي من خلالها يكتسب الإنسان العديد من المعارف والعلوم والأفكار وتفتح للإنسان آفاقاً جديدة، فهي تنقل الفرد من مستنقع الجهل والظلام إلى النور والعلم، ومن ثم الوصول به إلى درجات النضج الفكري والعقلي وتكوين شخصيته بأبعادها المختلفة، مما ينتج عنه حكمة في التعامل مع المواقف والمسؤوليات.

فلا شك وأن القراءة في عهدنا الحالي لم تعد كما كانت في السابق، نظرا للتطور الحاصل على شتى المستويات، خصوصا على المستوى التقني والمعلوماتي.

ان العزوف عن القراءة مشكلة عويصة يواجههاالمجتمع العربي عامة و المغربي بصفة خاصة  في الوقت الحاضر و  بشكل عام .

كشف تقرير التنمية الانسانية العربية لسنة 2016 , الصادر قبل أيام عن صندوق الأمم المتحدة للتنمية , أن الشباب المغربي لا ينفق من زمنه على فعل القراءة  سوى 13 دقيقة فقط

وتظهر معطيات نشرتها الأمم المتحدة حول عادات القراءة، أن معدل ما يقرأه الفرد في أرجاء العالم العربي سنويا هو ربع صفحة فقط. وأظهر تقرير أصدرته مؤسسة الفكر العربي أن متوسط قراءة الفرد الأوروبي يبلغ نحو 200 ساعة سنويا، بينما لا يتعدى المتوسط العربي 6 دقائق.

و تعود أسباب عدة لعزوف الأطفال و الشباب عن القراءة , فمن جهة توجد اليوم الكثير من الهويات المنافسة للقراءة و التي تستهلك الوقت منها التلفزيون و الأنترنيت و ألعاب الفيديو,و  أيضا ضعف قيمة التعلم عبر الكتاب و غرس الرغبة في القراءة لدى المتعلمين , فالمتعلمين يكتفون فقط بما لديهم من مقررات دراسية مكثفة أما عن الطلبة الدين يتوافدون على المكتبة يهتمون غالبا بالكتب التي تهم تخصصهم و يتجاهلون باقي الاصدارات ,وهدا ما يفسر أن القراءة في المغرب مرتبطة فقط بالمناهج الدراسية.

شرح الكاتب الأرجنتيني آلبرتومانغويل في كتابه ’’تاريخ القراءة”، قيمة القراءة كفعل بالغ الأهمية، ويعكس بعمق العلاقة الغامضة تقريبا  بين القارئ والكتاب. من يقرأ لا يشعر بالعزلة أبدا: “أعطتني القراءة عذرا مقبولا لعزلتي، بل ربما أعطت مغزى لتلك العزلة المفروضة علي”.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى