سلط مضمون البيان الختامي لما سمي “المؤتمر الدولی السادس لدعم الإنتفاضة الفلسطینیة” المنظم مؤخرا بالعاصمة الإيرانية طهران، الضوء على بعض الخبايا والمناطق المظلمة في تحركات بعض النشطاء والسياسيين المغاربة المتعاملين مع الدولة الشيعية في إيران تحت غطاء القضية الفلسطينية، وعلى رأسهم القيادي بحزب العدالة والتنمية والنائب البرلماني السابق عن دائرة أكادير إداوتنان عيسى امكيكي وأحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع.
حيث كشف بعض المراقبين خطورة ما تضمنه البيان الختامي للمؤتمر الذي نظمه مجلس الشورى الإيراني فی طهران يومي 21 و 22 فبراير الجاري، وما يحمله مضمون هذا البيان من إشارات خطيرة تدعو إلى الريبة والشك في حقيقة الأجندة التي يشتغل لها النشطاء المغاربة الذين يقدمون أنفسهم على أنهم من مناصري القضية الفلسطينية ومناهضي التطبيع مع إسرائيل.
إذ عبر عيسى مكيكي وأحمد ويحمان، في ذات البيان الذي تبنياه إلى جانب مشاركين آخرين، عن “شکرهما وتقدیرهما لقائد الثورة الإيرانية ومجلس الشورى الإيراني، والحکومة والشعب الإیرانیين”، مع ثنائهما أيضا على “الامام الخمینی”.
كما لم يفتهما أن يثمنا “عالیا” ما أسمياه “صمود وثبات الشعب الإیرانی العظیم وممثلیه فی البرلمان فی دعم القضیة الفلسطینیة”، شاكرين في ذات الآن الرئيس الإيراني حسن روحانی ورئیس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني.
وتعليقاً على هذا الحدث، أكد الناشط السياسي عبد الله الفرياضي، أحد الوجوه المعروفة بالدعوة إلى إعادة ترتيب سلم أولويات السياسة الخارجية للمغرب عبر تقديم قضية الوحدة الترابية للبلاد ومصالحها الإستراتيجية على أية قضية أخرى بما فيها القضية الفلسطينية، أكد استغرابه لما سماه “مشاركة وفد مغربي في صياغة بيان يطبل للنظام الإيراني ورموزه الملطخة أيديهم بدماء الشعب السوري والمعروفين بسعيهم لتقسيم وتفتيت الدول ذات المذهب السني وتشييع شعوبها”، مضيفاً أن “الأخطر من ذلك أن البيان الذي شارك هذان الشخصان في صياغته، زاغ عن قضية المؤتمر الأساسية التي هي القضية الفلسطينية وسار يطبل للنظام الإيراني ولرموزه، محاولا تصوير إيران على أنها الدولة الوحيدة الداعمة لفلسطين وأن بقية الشعوب والدول الأخرى وخصوصًا الدول السنية قد تخلت عن فلسطين وسارت في مسار التطبيع مع إسرائيل”.
وأكد ذات المتحدث أن ما يعزز هذا الطرح هو خلو بيان طهران من أية إشارة ولو عابرة للأدوار الكبيرة والطلائعية التي يقوم بها المغرب شعباً وملكا في سبيل القضية الفلسطينية. إذ تجاهل هذا البيان الإشارة من قريب أو من بعيد إلى الجهود الجبارة التي يبذلها المغرب في شخص جلالة الملك محمد السادس نصره الله باعتباره رئيساً للجنة القدس ووكالة بيت مال القدس، وذلك استمراراً لسياسات والده المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه.
واسترسل الفرياضي الذي كان يتحدث إلى “حقائق 24” بالقول أن مشاركة عيسى امكيكي وأحمد ويحمان في هذه المهزلة المكشوفة ستتعزز أيضاً بخطوة له أكثر من دلالة وتحمل أكثر من رسالة يجب تشفبرها، وذلك بحرصهما على زيارة المتحف الحربي بالعاصمة الايرانية طهران جنباً إلى جنب مع أحد السياسيين الجزائريين المثيرين للجدل، المسمى عدة فلاحي الذي كان يشغل مهمة مستشار لوزير الأوقاف الجزائري قبل أن يتم طرده من الوزارة بعد إشادته بالشيعة وزياراته المتكررة لإيران وربطه لإتصالات مع زعماء الطائفة الأحمدية بفرنسا. وهو ذات الشخص الذي اتهم جلالة الملك محمد السادس نهاية السنة الماضية بما أسماه “دعم السلفية في الجزائر بغاية الضغط على الجارة الشرقية، مطالبا بكل وقاحة من التيار السلفي الجزائري التبرؤ علانية من أية علاقة لهم بالمخزن المغربي على حد قوله”.
كما لفت الفرياضي الانتباه إلى أن قناة العالم الإيرانية الموجهة للعالم العربي قد احتفت احتفاء كبيرا بالقيادي الإسلامي عيسى امكيكي وقامت بتسجيل حلقة كاملة من برنامج “رأي وقضية”. جدير بالذكر أن هذه القناة معروفة بعدائها للمغرب ولقضاياه الاستراتيجية، خصوصاً بعد طرد المغرب للسفير الإيراني بالمغرب سنة 2009 بعد ثبوت تورطه في نشر المذهب الشيعي بالمملكة.