في انتظار كلمة الفصل التي خولها دستور فاتح يوليوز 2011 لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في إطار اختصاص التسمية والتعيين على رأس الوزارات بعد اقتراحات رئيس الحكومة المعين. يبدو أن جميع المؤشرات والمعطيات التي تم تسريبها إلى حدود اللحظة تفيد وجود امتعاض كبير لدى “إخوان” عبد الإله بنكيران من المكانة المحتملة للوزراء من أصل سوسي داخل حكومة سعد الدين العثماني.
فبعد تسريب العديد من اللوائح عبر مختلف وسائل الإعلام التي اتفقت في مجملها على ضم الحكومة المقبلة للعديد من الوزراء المنحدرين من منطقة سوس أو على الأقل تمكن القيادات الحزبية السوسية (لشكر، أخنوش وساجد) من رسم معالمها الكبرى، أوردت وسائل إعلام مقربة من رئيس الحكومة السابق أن حزب العدالة والتنمية قد وجه استفسارا لرئيس الحكومة المعين سعد الدين العثماني حول صحة ما تضمنته اللوائح المسربة من أسماء.
قرار حزب العدالة والتنمية حسب مصادر مطلعة لا يمكن فهمه إلا من خلال العودة إلى ما سبق أن صرح به أحد المحللين السياسيين المعروفين بولائهم لحزب “بنكيران”.
إذ سبق لعبد الرحيم العلام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن أجرى حوارا مطولا مع موقع إلكتروني تابع لذات الحزب تحت عنوان: “هل سيستطيع العثماني تجاوز الصعوبات التي واجهت بنكيران في تشكيل الحكومة؟ وهل سيستطيع العثماني تجاوز الصعوبات التي واجهت بنكيران في تشكيل الحكومة؟”
سبق له أن صرح بالقول: “أن هناك زحفا أمازيغيا على السياسة بالمغرب” وبالتالي “يجب أن يكون هناك توازن وإعادة العنصر الفاسي والصحراوي إلى الحكومة”.!
جدير بالذكر أن قيادات حزب التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاتحاد الدستوري ينحدرون من منطقة سوس:
أخنوش: تافراوت
لشكر: تاغجيجت بإقليم كلميم
ساجد: تارودانت
وهي القيادات التي تمكنت من إفشال مخططات عبد الإله بنكيران الرامية إلى بسط نفوذ “الإخوان” على مفاصل الدولة وعلى رأسها الحكومة. وذلك بعد تمكنها من التفاوض بقوة من أجل إعادة رسم ملامح حكومة وطنية قوية تستجيب للخطوط العريضة التي سطرها لها الخطاب الملكي بالعاصمة السينغالية دكار، بدءا بتكليف سياسي سوسي من حزب العدالة والتنمية ذاته.
هذا علاوة على ورود أسماء مجموعة من الأسماء السوسية ذات الكفاءة المشهودة كوزراء في حكومة العثماني وعلى رأسهم وزير الداخلية حصاد الذي يروج اسمه بقوة كخلف لبن المختار على رأس وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي.
حقائق 24