تربويات

الشرقاوي لأمزازي : من يؤمن بالإبداع الفكري لا يدفع في اتجاه تجويف الجامعة من روح الاختلاف

حقائق24/ الرباط

قال د.محمد الشرقاوي إن سعيد امزازي وزير التربية و التكوين غلب الاستثناء على القاعدة” كأن الجامعات المغربية أصبحت ساحة للوغى قد تنسل فيها السيوف من أغمدتها أو قد تخرج المدفعيات كراتها النارية”، معبرا عن خشيته من أن تتحوّل الجامعات المغربية إلى قلاع عالية الأسوار تعيد صدى الفكر الواحد، والرؤية الواحدة، ومغرب البعد الواحد.

و أضاف الباحث في مركز الجزيرة للدراسات، وأستاذ تسوية النزاعات الدولية في جامعة جورج ميسن، في مقام الرد على المذكرة التي وجهها امزازي اليوم 8 ماي الجاري بشكل رسمي الىرؤساء المؤسسات الجامعية بشأن تنظيم التظاهرات في الجامعات، قوله،من يؤمن حقيقة ب”الإبداع الفكري الخلاق” لا يدفع باتجاه تجويف الجامعة من روح الاختلاف وأطروحات التباين الفكري والسياسي في مغرب استقى حضارته وسمعته في العالم من خطاب الاعتدال والوسطية وعدم الإقصاء“.                                                                                                       و ذهب الشرقاوي في تدوينة نارية على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي”فيسبوك”،الى القول ،” قد يئن بعض رجالات هذه الجامعة مثل محمد الفاسي ومحمد عابد الجابري ومحمد جسوس وفاطمة المرنيسيوغيرهم في قبورهم الآن من وقع ما توصل إليه “بعد نظر” هذا الوزير “رائد الإصلاح الجامعي”! و ارتأى أن حث أمزازي لمرؤوسيه على عدم الترخيص لاي جهة خارجية باستعمال مرافق الجامعة من أجل تنظيم تظاهرات كيفما كان نوعها “،قد أوصلته إلى حكم المطلق العدمي ،وتغليب الإستثناء على القاعدة من خلال التلويح بتبريرات ضعيفة الحبكة من قبيل القلق على “سلامة العاملين بهذه المؤسسات من أساتذة وأطر إدارية وطلبة”. مستغربا حديث بعض مستشاري الوزير عن” الحرية الأكاديمية والثقافية داخل الحرم الجامعي “.

 و ذكر المتحدث نفسه بأن أغلبية الطلبة والأساتذة والمتحمسين للبحث العلمي الجاد يظلون تواقين للتفاعل مع مدارس فكرية ورؤى مختلفة من داخل وخارج المؤسسة الجامعية. فهي حلبة التباري التاريخية لإنتاج أفكار بناءة، وإلغاء فرضيات، وبلورة رؤى بديلة. لافتا إلى أن الجامعات في أوروبا وأمريكا لم تتساهل في حماية التعددية الفكرية وضمان حق الآخر في الرأي الآخر، وهي اليوم من ينمي قدرات النخبة على النقد ومساءلة مراكز السلطة يؤكد الشرقاوي الذي زاد قائلا في” وإذا غاب هذا التفاعل بين الفكر ونقيضه حسب المنطق الهيجيلي، لا يكون للجامعة إشعاع فعلي لأنها تتحول إلى مصنع يعمل بمبدأ الإنتاج الكمي المتشابه mass production وليس النوعي لجيل يأمل أن يساعده التنوع والتضاد الفكري والإيديولوجي في تقديم اجتهادات جديدة.

  و ختم الباحث المغربي ذائع الصيت تدوينتهبالتعبير عن أسفه إزاء” حال رؤساء وعمداء وأساتذة تحلّلوا من عمودهم الفقري وأصبحوا من صنف الرخويات الأكاديمية مراعاة لضمان لقمة العيش وبعض المصالح الضيقة. 

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى