
حقائق24
محمد الطيبي
سوق لا كالأسواق، قال عنه أحد العشاق الذين يرتادونه بانتظام أنه شيد منذ الستينيات من القرن الماضي، وكما كان هو باق لم يطرأ عليه أي تغيير منذ عهد الإستقلال والتحرير، فهذا خضار يعرض سلعته على أرض قفار لا حواجز ولا سقيفة تحميه من صفعات الغبار، ولفحات أشعة شمس النهار، وذاك جزار يعرض لحوم ذبيحة سرية في غفلة من المجلس الجماعي وأصحاب المراقبة الصحية، وبالجوار كلاب ضالة تنتظر وجبة سخية من عظام وبقايا لحم وشحم وسط مزبلة حقيقية.
سألت أحد الرفاق من أهل المنطقة عن المرافق الصحية، فأجابني بقهقهة هستيرية ” إنس الأمر وابحث لك عن مكان بعيد هناك في الآفاق إذا الأمر بك قد ضاق.. هنا لا تسأل عن ماء ولا كهرباء، ولا تحدثني عن البنية التحتية ولا الفوقية، فهذه حكاية معاناة أسبوعية تغافلت عن حل عقدتها كل المجالس الجماعية..”.
واصلت جولتي الميدانية بين أروقة للملابس التقليدية، والأواني الخزفية، ثم استوقفني منظر حلاق داخل خيمة مهترئة بآلات بسيطة ينتظر من يفتح له باب الإسترزاق، وبجواره صاحب محل للمأكولات يقدم كل الأطباق تحت أزيز الذباب رغم الهش والنش يأبى الفراق. وعلى مرمى حجر من المكان أثارني مربط للبغال و الحمير وسط السوق تنبعث منه روائح عبر الأثير، تزكم أنوف كل صغير وكبير.
غادرت سوق جماعة إدواكيلال التابعة للنفوذ الترابي لدائرة أولاد برحيل قيادة إكلي، وأنا متأكد أنه لا كالأسواق كما وصفه ذاك العاشق من أهل المنطقة والدواوير 17 التي تقصده بداية كل أسبوع قصد التبضع وقضاء مآرب أخرى، في انتظار التفاتة عاجلة من المجلس الحالي وتأهيله كليا
صور محمد بيلا