أحالت فرقة محاربة المخدرات بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بطنجة، على وكيل الملك، أمس “الثلاثاء”، شرطيا يشتغل بمنصب حساس بالرباط، استغل حالة الطوارئ الصحية، المفروضة لمواجهة تفشي وباء كورونا، للتوجه إلى طنجة من أجل جلب حوالي 3000 “قرقوبية” لفائدة بارون كبير ينشط بين الرباط والبيضاء.
وفي تفاصيل القضية، توجه رجل الأمن، رفقة نجل كولونيل، من الرباط نحو عاصمة البوغاز، نهاية الأسبوع الماضي، قصد جلب كميات مهمة من الأقراص الطبية المخدرة لفائدة الموزع الكبير، مقابل مبالغ مالية كبيرة، لكن تحريات أمن عاصمة البوغاز، أسقطتهما، رفقة شاب آخر يساعد المزود الرئيسي، وحررت في حقه مذكرة بحث على الصعيد الوطني.
وأوضح مصدر “الصباح” أن عناصر الضابطة القضائية تفاجأت بهوية رجل الأمن، بعد سقوطه في الكمين، سيما أنه مكلف بمهمة حساسة بالعاصمة، واستغل نهاية الأسبوع الماضي، الإجراءات المتخذة من قبل وزارة الداخلية، قصد اختراق مجموعة من السدود القضائية المنصوبة من قبل أفراد الأمن الوطني والدرك الملكي بمختلف مداخل ومخارج المدن، واستغل وظيفته ولوازم عمله للتوجه إلى الشمال عبر الطريق السيار، إلا أن يقظة مصالح أمنية أسقطته وشريكه في حالة تلبس، رفقة مشارك ثالث، فيما لاذ المزود الكبير بالفرار نحو وجهة مجهولة، وتعرف المحققون على هويته ، كما تعرفوا على البارون، الذي كان ينتظر وصول البضاعة إلى مسقط رأسه، ضواحي تمارة، قصد إعادة الاتجار فيها، تزامنا مع رمضان.
واستنادا إلى المصدر نفسه، عرض البارون على رجل الأمن التعامل معه، بعد تضييق الخناق على المسافرين، بموجب قرار الحظر الصحي الإجباري، الذي فرضته الحكومة لمواجهة تفشي وباء كورونا، سيما توقف حافلات النقل بين المدن، وكذا القطارات، كما أفضت الأبحاث إلى وجود سوابق لدى البارون في تهريب الممنوعات من مدن الشمال نحو الرباط وتمارة والضواحي، إضافة إلى مزوده بالشمال، وأحيلت المحجوزات المتكونة من أقراص طبية مخدرة على الآمر بالصرف لدى مديرية الجمارك والضرائب غير المباشرة، قصد تنصيب ممثلها القانوني، نيابة عن المديرية.
وأمر وكيل الملك، مساء أمس “الثلاثاء”، بإيداع الموقوفين الثلاثة رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بطنجة، بعدما استنطقهم في الجرائم المرتكبة، وأفضت تحريات الضابطة القضائية طيلة ثلاثة أيام من الأبحاث التمهيدية بموجب أمر تمديد الحراسة النظرية للمتورطين، إلى وجود عناصر جرمية قوية في إثبات الاتهامات المنسوبة إليهم.