حقائق24/ عبد الحليم الحيول
تم صباح يومه الخميس 15 أبريل الجاري عقد الجلسة الثالثة لانتخاب رئيس جديد لجماعة جمعة اسحيم بإقليم اسفي، خلفا للاستقلالي خليل انويكضالذي قرر القضاء الإداري عزله.
وتمكن حزب الاستقلال من الحفاظ على رئاسة هذه الجماعة في شخص عبد الرحيم بنحميدة، رغم صراع الإخوة الأعداء الذي أدى إلى تأجيل الجلستين السابقتين، و إلى خروج عبد الرحيم نفسه بتصريحات غاضبة في أعقاب تأجيل الجلسة الثانية الجمعة الماضي توجه فيها باتهامات للبرلماني التهامي المسقي بالضلوع في تغييب و تهريب المستشارين الذين تخلفوا عن حضورالجلسة التي لم يكتمل النصاب القانوني لعقدها، و أجلت إلى يومه الخميس.
و في سياق متصل يجري الحديث هذا الصباح عن استقالة عدد من مستشاري الجماعة الذين سبق لهم التخلف عن حضور جلستي انتخاب الرئيس اللتين تم تأجيلهما،و هو ما يمكن قراءته كمؤشر على تصدع البيت الاستقلالي، و بلوغ الخلافات داخله حدا أصبحت بعده إمكانيات التوافق بين الجناحين المتصارعين بعيدة المنال.
هذا و في وقت توارى فيه المفتش الإقليمي لحزب الاستقلال بآسفي إلى الخلف أمام أول مشكل تنظيمي يواجه منذ تعيينه مؤخرا، فضل ربيع أجرارعي المستشار الاستقلالي و عضو المجلس الوطني للحزب ذاته، أن يمضي بعيدا في مواجهة ما سبق أن وصفه بـ” الاستراتيجية الانتخابية للتحكم” في تدوينة غاضبة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك”، حيث أخلص لمضمون تدوينته، كاشفا في تصريحات صحفية عن حقائق مثيرة بشأن الفضيحة المدوية التي ما تزال حديث الخاص و العام بأسفي، مذ جرى تأجيل جلسة الثانية لانتخاب رئيس لجماعة جمعة اسحيمالجمعة الماضي بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني.
و وجه أجراعي اتهامات صريحة للبرلماني التهامي المسقي عن حرب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، ليس بالوقوف فقط وراء تغييب مستشاري مجلس جماعة اسحيم، بل بالتدخل أيضا في جلسة انتخاب رئيس لجماعة احرارة.وقال أن المسقي يريد إعادة إنتاج أساليب” تشناقت” التي كانت تعتمد على تهريب المستشارين و شراء الذمم و من شأنها أن تؤثر بصور سلبية على المنافسة الانتخابية الشريفة و ان تؤدي إلى مزيد من العزوف عن الممارسة السياسية في أوساط الشباب.
كما لم يفت المتحدث نفسه أن يجدد لومه و عتابه للملياردير و القيادي الاستقلالي عبد المجيد موليم، الذي بحسبه، أجرى في وقت سابق اتصالات عديدة لتزكية ترشيح عبد اللطيف لمباركي، دون الرجوع إلى الهياكل الحزبية لاتخاذ قرار موحد في هذا الصدد، و تساءل أجراعي أين عبد المجيد موليممن غياب أخيه حسن عن جلسة انتخاب رئيس جديد للجماعة التي سبق لعبد المجيد موليم أن ترأس مجلسها الجماعي.
و فسر أجراعي ما يجري داخل حزبه بالاستهداف، معتبرا أن الحزب مستهدف على مشارف الانتخابات القادمة و يتعرض لحملة شرسة، بالنظر إلى الدينامية التي أبان عنها بفضل القيادة الشابة التي تشرف على تسييره منذ سنة 2015 بقيادة البرلماني هشام سعنان. لافتا إلى أن القيادي عبد المجيد موليم ينظر إلى هذه القيادة الشابة على أنها مجموعة مازالت لم تصل إلى النضج السياسي و لن تستطيع أن تقود الحزب خلال الانتخابات المقبلة.
و حسب مجريات أحداث هذه الصباح فلا يبدو أن انتخاب عبد الرحيم بنحميدة رئيسا لجماعة جمعة اسحيم، نهاية لخلافات الإخوة الاعداء داخل حزب الميزان بإقليم آسفي، بل الظاهر أن التطاحنات بين القيادة الشابة المحسوبة على جناح البرلماني سعنان، و قدماء الحزب، و بعض الدخلاء عليه من أمثال البرلماني المسقي، مرشحة لما هو أكبر، لاسيما بعد الموقف الذي دفع بالخلافات إلى مداها بإعلان استقالة عدد من المستشارين من أجل شل المجلس الجماعي الذي، لم يستسغ الكبار أن يخرج من أيديهم و أن يكون عبد الرحيم بنحميدة على رأسه.
فما هو موقف المفتش الإقليمي للحزب من كل هذه المجريات؟ و لماذا تراجع حتى عن نشر تدوينات كان بدأها بخصوص الموضوع ذاته؟ و كيف تنظر القيادة الحزبية بالرباط لتحركات عبد المجيد موليم المناهضة لتحركات التيار الشبابي الذي يسير الحزب بالإقليم؟.