عبر حزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم الجمعة، عن شجبه لتصريحات عبد اللطيف الجواهري والي بنك المغرب، معتبرا إياها إساءة للأحزاب السياسية وللعمل السياسي بالمغرب المؤطر دستوريا.
وندد الحزب في بلاغ له بما أسماه “الانحراف الخطير وغير مبرر” في سلوك رئيس مؤسسة عريقة، داعيا إلى صيانة هذه المؤسسات من مثل هذه الانزلاقات التي لا تخدم أي طرف، بل تزرع التشكيك في عمل الهيئات السياسية وقدرتها على أداء مهامها كاملة.
واعتبر البلاغ أن تصريحات الجواهري بعيدة كل البعد عن مهام مؤسسة بنك المغرب، وعن واجب التحفظ الذي يقيد عمل رئيسها ومهامه، وينأى به عن الخوض في القضايا السياسية.
وأشار التجمع الوطني للأحرار إلى أن والي بنك المغرب أدلى بتصريحات تسيئ للأحزاب السياسية، وتهين الفاعلين السياسيين وتقوض البناء المؤسساتي للمملكة، وتضرب في العمق الخيار الديمقراطي.
ونبه الحزب إلى ما لهذه التصريحات من تأثير سلبي مباشر وعميق في تقويض منسوب الثقة في الأحزاب السياسية، وتقوية العزوف الانتخابي وتداعياته السلبية على الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، لا سيما أن الأمر يتعلق بوالي بنك المغرب وبمؤسسته التي تتمتع بكثير من المصداقية، بفضل ابتعادها عن الخوض فيما لا يدخل في صميم اختصاصاتها وعلى رأسها القضايا ذات الطبيعة السياسية.
واعتبر البلاغ أن هذه التصريحات جسيمة، وأخذت منحى يعاكس ما أقره المغرب من إصلاحات دستورية وسياسية، وما توافقت عليه من مسارات تخدم التعاقدات السليمة بين المواطنين والأحزاب السياسية.
وكان والي بنك المغرب قد انتقد الأحزاب السياسية المغربية التي تطلق وعودا لا تفي بها، وقال إن المشكل في المغرب هو فقدان الثقة فيها من قبل الناس، وذلك في سياق الوعود الانتخابية التي بدأت تطلقها الأحزاب، وعلى رأسها التجمع الوطني للأحرار.
وقال الجواهري، “الناس ما بقاتش كتيق فينا”، قبل أن يضيف ساخرا من الأحزاب السياسية “الناس ما بقاتش كتيق فهاد الأحزاب والباكور والزعتر”، ورغم أنه اعتذر عن استعمال هذه الكلمات التحقيرية وطالب بسحبها، إلا أن التسجيل كان يبث على الهواء وظل موجودا على الصفحة الرسمية لبنك المغرب.