جواد شحموط
باتت ظاهرة نقل تلاميذ المؤسسات التعليمية بمدينة العرائش عبر الدراجات ثلاثية العجلات “التريبورتورات” تُثير قلق الأهالي والمجتمع المدني، خاصة في حي المنار. هذه الوسيلة غير القانونية وغير الآمنة أصبحت خيارًا يوميًا لنقل التلاميذ إلى مؤسساتهم مثل إعدادية الوفاء وثانوية ابن بطوطة، مما يشكل خطرًا حقيقيًا على حياتهم.
في شارع عقبة بن نافع المعروف بـ”جنان الباشا”، تحول هذا المشهد إلى أمر مألوف، حيث أصبحت هذه الدراجات محطة نقل شبه دائمة للتلاميذ. ويعود ذلك إلى غياب وسائل النقل المناسبة بأسعار في متناولهم، ما يدفع الأسر إلى اللجوء لهذا الحل المؤقت، رغم افتقاره لمعايير السلامة، وجعل التلاميذ عرضة للحوادث المميتة.
هذه الأزمة تعكس واقع النقل الحضري في المدينة، الذي لم يواكب النمو الديمغرافي المتزايد. ومع تزايد الطلب على خدمات النقل وتقلص الخيارات المتاحة، باتت الحاجة ملحة لتدخل الجهات المسؤولة لتوفير حلول آمنة ومستدامة.
ومن أبرز الحلول التي تنظرها الساكنة، تسريع تنفيذ مشروع حافلات النقل الحضري الذي طال انتظاره. كانت وعود المسؤولين قد أكدت في وقت سابق أن مدينة العرائش مُدرجة ضمن برنامج وزارة الداخلية لتزويدها بحافلات عصرية، إلا أن هذا المشروع لم يتحقق بعد، تاركًا السكان يتساءلون عن مصير هذه الوعود.
أزمة النقل بالعرائش تتطلب حلاً جذريًا، يبدأ بتوفير وسائل نقل آمنة وفعّالة، مع تعزيز شبكة النقل الحضري لتشمل جميع الأحياء والمناطق المهمشة. فسلامة التلاميذ يجب أن تكون أولوية، لأن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى كوارث مأسوية.