حقائق 24 / أكادير
يتجه المجلس الجماعي لأكادير بخطى واثقة نحو رفع اليد عن عدد من المشاريع التي رصدت لها أغلفة مالية ضخمة في سياق تفعيل الرؤية الملكية لعاصمة سوس.
أكادير واسطة عقد المملكة
كان جلالة الملك قد ثمن الموقع الجغرافي لمنطقة أكادير و اعتبرها في خطابه السامي بمناسبة عيد المسيرة الخضراء سنة 2019 واسطة عقد المغرب، حيث قال جلالته: ” وليس من المعقول أن تكون جهة سوس ماسة في وسط المغرب، وبعض البنيات التحتية الأساسية، تتوقف في مراكش، رغم ما تتوفر عليه المنطقة من طاقات وإمكانات”.
هذا الخطاب كان حافزا للنهوض بالمنطقة، و على إثره شهدت أكادير تدشين عديد من المشاريع الملكية، ثم جاء برنامج التنمية الحضرية بطموحات كبيرة، و سعى في خطوة جبارة إلى رسم معالم مخطط تنموي يمتد من سنة 2024 إلى غاية 2030 ليشمل مختلف أوجه التنمية و يباشر بموازاة مع المشاريع الملكية، العمل بشكل فعلي على إعطاء عاصمة سوس المكانة التي تليق بها.
مخطط استباقي يداهم المخطط التنموي
و اليوم بعد أن نضجت فاكهة البرنامج، ها هو المجلس الجماعي يسارع لإهدائها طازجة إلى شركة استبقت موسم القطاف بتنقيح اختصاصاتها و إدخال تعديل يمكنها من توسيع الغرض من تأسيسها ليشمل أيضا إدارة واستغلال البنية التحتية نيابة عن الغير. و هو تفصيل على المقاس لنيل صفقة التسيير بعيدا عن اية منافسة.
فقد صادقت شركة التنمية الجهوية سوس ماسة للسياحة على تعديل نظامها تحت إشراف وزير السياحة و نصب عينيها وضع مشروعي “باب المرسى” و المنتزه الحضري الانبعاث” رهن تصرفها. و جماعة أكادير تهرع نحو تفويت المشروعين، لدرجة اعتزامها عقد دورة استثنائية يوم 20 مارس الجاري، من أجل الدراسة والمصادقة على اتفاقية شراكة بين الجماعة والشركة لتنفيذ التفويت. و نتحدث هنا عن :
باب المرسى
و هو سوق لطهي وبيع السمك، انتهت به الاشغال و بات جاهزا لتسليم المحلات التجارية إلى المستفيدين.
أنشئ هذا السوق على أنقاض السوق القديم بهدف تهيئة وتأهيل مدخل الميناء على مساحة 1,3 هكتار، و كلف غلافا ماليا بلغ 27 مليار و 400 مليون سنتيم. و يضم 117 مطعما للسمك و فضاءا للقراءة و أخر للشواء.
المنتزه الحضري الانبعاث
يعول عليه ليكون واحدا من أجمل الفضاءات الترفيهية بأكادير، وقد انتهت به الأشغال أيضا. يتربع المشروع على مساحة تقدر بـ 2 هكتارا و يشمل 8 ملاعب للقرب، أربعة منها ملاعب متعددة الرياضات، وأر بعة لكرة القدم المصغرة، و 3 ملاعب دائرية لكرة السلة، وملعب لـ” سكيت بارك”، كما يوفر ساحة عمومية تفوق مساحتها 11 ألف متر مربع. و مركزا للموارد الوثائقية، وخزانة مكتبية ضخمة رصد لها وعاء عقاري يصل الى 3 آلاف متر مربع. و قد كلف إنجازه علافا ماليا وصل إلى 15 مليار سنتيم.
أين الرؤية المليكة لعاصمة سوس؟
بتلك الاستباقية للحصول على فاكهة مشروعين هامين من مشاريع برنامج التنمية الحضرية لأكادير، تبدو شركة التنمية الجهوية سوس ماسة للسياحة ذات حظوة خاصة جدا لدى المجلس الجماعي الذي يرأسه عبد العزيز أخنوش. و يبدو أن تعديل اختصاصاتها و مجالات اهتمامها يرشحها مستقبلا لنيل مزيد من الحظوة و وضع اليد على مشاريع أخرى، و هكذا بعد أن جرى على مدى سنوات تفعيل الرؤية الملكية لعاصمة سوس، يسند تسيير المشاريع إلى شركة ننتظر أن تكشف الدروة الاستثنائية للمجلس يوم 20 مارس الجاري عن مدى قدرتها على مجاراة تلكم الرؤية الطموحة و النهوض بتلك المشاريع تسييرا و تدبيرا و صيانة.