بورتريه خاص على هامش التشريف الذي حطيت به مدينة أكادير من طرف التلميذة نشوى قيوح بحصولها على الرتبة الأولى جهويا والثانية وطنيا في امتحانات البكالوريا. مما يجعل الاحتفاء بالعنصر الطفولي بهذه المدينة، وبجهة سوس عموما أمرا مستحبا إن لم يكن واجبا. فثقافة الاعتراف بإنجازات الغير ما أحوجنا إلى تكريسها بيننا اليوم. ولم لا إذا كان الأمر يتعلق ببراعم طفولية قد أنجزت شيئا، وحين أنجزت أبدعت.
———————————–
إذا ما المجد كفنه أناس ——– وأصبح أمره أمر حقير
رأيتــه عند معـفـر توجـوه ———وصانوه ومحفله خطير
وخص الزركيين الشم إذ —— هم أكارم خيمهم أبدا كبير
هكذا تكلم الشاعر والأديب الحساني أعمر ولد محمد الجكاني عن إحدى أبرز القبائل الصحراوية، ألا وهي قبيلة إزركيين. كلام الشاعر لم يكن أبدا مطلوقا على عواهنه. فالرجل قد خبر قبائل الصحراء وما أنتجته من رجالات ونساء تميزوا في مختلف الميادين. في قلب عاصمة سوس، مدينة أكادير، يبدو أن ذات القبيلة لم تخطئ موعدها مع التاريخ أيضا، لكن هذه المرة حين استطاعت أن تنجب من رحمها تميزا طفوليا يستحق كل التشجيع.
تميز تجسد في الطفلة ذات السبعة عشر ربيعا، إيمان بكري، التي أبت إلا أن تقتحم عوالم العمل الجمعوي المرهقة منذ الصغر. طفلة مسكونة بهواجس هذا الوطن الكبيرة، وعلى رأسها هم الدفاع عن قضية الصحراء المغربية. فتراها في الصفوف الأمامية لأية وقفة احتجاجية أو ندوة فكرية أو أي نشاط نضالي يهتم بقضية ما تزال قبيلتها في أعماق الصحراء تكافح من أجل عدالة الموقف المغربي بشأنها. هم كبير سكن وجدانها ولم تجد بدا لتقاسمه مع أبناء هذا الشعب إلا بتأسيس جمعية الصحراء التي كانت أصغر عضو فيها.
غير أن تعب العمل الجمعوي لم يدفعها إلا إلى الارتماء في أحضان ميدان آخر لم يجد له أهله من توصيف سوى توصيف مهنة المتاعب. فبعد أن احتكت، وهي ما تزال تلميذة، بالعمل الإعلامي من خلال رئاستها لنادي كتاكيت إحدى الإذاعات الخاصة بأكادير، وعانقت غير ما مرة ميكروفوناتها لتسمع صوت أقرانها، كيف يفكرون وبماذا يحلمون. قررت أن تغامر في سبيل ما تؤمن به فأسست أول تجربة إعلامية للأطفال في المغرب. وهي تجربة مجلة صوت الطفل الإلكترونية التي ترأست هيئة تحريرها. إنها فعلا تعبير عن تميز طفولي يستحق كل التشجيع.