ثورة الألوان تجتاح مآثر تاريخية بتيزنيت و منتخبون يصفون العمل ب “العبث”

alwan tiznit

حقائق24- سعيد أبدرار

بعد الأعمال الفنية التي أقدم عليها عدد من النشطاء بمدينة تيزنيت خصوصا صباغة وطلاء عدد من الأزقة والماثر التاريخية  بالمدينة ظهر إلى العلن عدد من المعارضين للعمل الشبابي الذي أقيم بمساهمات فردية من المواطنين في إطار مبادرات شبابية مدنية فريدة من نوعها بالإقليم إن لم نقل بالجهة ككل .

كما يظهر من خلال الصورة المرفقة أعلاه فقد أقدم عدد من أبناء مدينة تيزنيت على طلاء مقطع من السور الحسني القديم الذي يشكل ثراثا عريقا توارتته أجيال وأجيال بمدينة تيزنيت إلا أن الحالة التي أصبح عليها مؤخرا دفعت بالنشطاء لوضع مخطط لإعادة الروح إليه وإرجاع جماليته بشكل فني جديد يتسم بثورة الألوان مما دفع بأحد المنتخبين عن المجلس الجماعي لتيزنيت والمنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار يعلق في تدوينة له واصفا ما “تعرض” له أحد أبراج سور تيزنيت الأثري بـ”العبث” الذي طال المآثر التاريخية للمدينة , مشيرا في نفس الوقت إلى أن السبب في ما أسماه بالفوضى والعبث راجع إلى “غياب التأطير والمتابعة و الجودة في اختيار المواقع والمواضيع  جعل فوضى الأوان تصبح أمرا مقززا خاصة بعد استهداف المآثر التاريخية و محيطها”.

وعقب ذات المتحدث على ثورة الألوان بالمدينة  قائلا :  “تتبعنا لمسيرة الألوان التي اجتاحت مدينة تيزنيت كأسلوب يتشبه ونظيره بالعديد من المدن المغربية شفشاون وطنجة والصويرة وغيره”. ملمحا في ذلك إلى أن العمل الذي أقدم عليه الشباب يقوم بالأساس بمحاولة التشبه بتجارب حية لنشطء بمدن مغربية أخرى مما جعلهم يتغاضون عن المميزات التاريخية العتيقة  للمدينة .مضيفا بأن  المبادرات يجب أن تراعي تلك المميزات التاريخية العثيقة مع عدم إغفال جماليته التي تتمثل حسبه في الحفاظ على طابعه الأصلي دون تدخل أو تحريف إﻻ في حدود الصيانة التي هي من اختصاص ذوي الخبرة في الميدان”.

من جانب اخر كان رد النشطاء على العضو المذكور عن المجلس الجماعي قاسيا في وجه المنتخبين على اعتبار أن المجالس المنتخبة والمتعاقبة على المدينة أهملت بشكل كبير عددا من الأحياء والأزقة الهامشية بالمدينة العثيقة مما دفع الساكنة إلى الخروج بمبادرات مدنية لإضفاء القليل من الحيوية والتجديد على الصورة النمطية والمملة التي تعرفها المدينة.

وعلاقة بالموضوع  أردف أحد النشطاء معلقا على ذات العضو قائلا : ” المسؤول من موقع المسؤولية يُضايق، وآخر من نفس الموقع يعلق، والآخر يتفاعل… والسبب هو قليل من الصباغة على درجِ بُرجٍ من أبراجِ السُّور الجامد الذي نهلل به لسنين طوال على أنه من ثراث المدينة ..”

وأضاف ”  ….. فلا خيار لديكم أيها المسؤولين سوى أن تستلموا لرغبة الشباب وطموحه، وإلا فثورة هؤلاء الشباب على كل من يحاول تكريس الجمود لن تكون بالرقي وبالألوان.. لكن بالحجارة والعصي !

جذير بالذكر بأن مبادرة ثورة الألوان كانت قد أطلقت من طرف فعاليات مدنية من مدينة تيزنيت قبل أشهر واستطاعت أن تقوم بمجموعة من الأعمال الفنية في المدينة خصوصا في الأزقة الضيقة والأحياء الهامشية بالمدينة العثيقة إلا أنها خلفت ردودا متباينة بين مؤيد ومعارض للعملية في صفوف متتبعي الشأن المحلي بالمدينة.

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *